للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتقوى الله، واتباع سنة رسوله، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما قد كفوا مؤونته، واعلم أن من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والتعمق، فإن التابعين الماضين عن علم توقفوا وتَبَصُّرِ ناقد كفوا (١).

وفي رواية أخرى عن عمر: ولَهُمْ كانوا على كشف الأمور أقوى، وما أحدث إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلو ا (٢).

أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: نا عبد الصمد بن حسان، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: عليكم بما عليه الحمالون، والنساء في البيوت، والصبيان في الكُتَّاب: من الإقرار، والعمل (٣).

فإن قال قائل: هذا مقام عجز لا مقام الرجال!

فقد أسلفنا جواب هذا، وقلنا: إن الوقوف على العمل ضرورة؛ لأن بلوغ ما يشفي العقل من التعليل لم يدركه من غاص من المتكلمين في البحار؛ فلذلك أمروا بالوقوف على الساحل كما ذكرنا عنهم.

[ذكر تلبيس إبليس على الخوارج]

قال المصنف: أول الخوارج وأقبحهم حالًا ذو الخويصرة.


(١) أخرجه أبو داود (٥/ ١٨، رقم ٤٦١٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٣٣٨)، والآجري في "الشريعة" (ص ٢٣٣، ٢٣٤).
(٢) انظر السابق.
(٣) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٣٠)، وذكره البغوي في شرح السنة (١/ ٢١٧).

<<  <   >  >>