للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سياق جملة مروية عن الصوفية من الأفعال المنكرة]

قال المصنِّفُ: قد سبقَ ذِكْرُ أفعالٍ كثير لهم كلُّها منكر، وإِنَّما نذكُرُها هنا من أُمَّهاتِ الأفعالِ وعجائِبِها:

• أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الباقي بن أحمد، قالَ: أنبأَنا أبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكراماني، قال: أخبرنا أبو الحسن سهلُ بن علي الخشاب، قال: أخبرنَا أبو نصرٍ عبد الله بن علي السراح، قال: ذُكر عن أبي الكرنبي -وكان أستاذ الجنيد- أنه أصابته جنابة وعليه مرقعةٌ ثخينة، فجاءَ إلى شاطئِ دجلةَ والبردُ شديدٌ فحَرَنَتْ (١) نفسُه عن الدخولِ في الماءِ؛ لشدةِ البردِ فطرحَ نفسَه في الماءِ مع المرقعةِ ولم يزل يغوصُ ثم خرج وقال: اعتقدتُ أن لا أنزعَها عن بدني حتى تجفَّ عليَّ فلم تجفَّ عليه شهرًا (٢).

أخبرنَا عبد الرحمن بن محمدٍ القزاز، قال: نا أحمدُ بن علي بن ثابت، قال: ثنا عبد العزيز بن علي، قال: ثنا علي بن عبد الله الهمذاني، قال لنا الخلدي، قال: حدثني جنيد، قال: سمعتُ أبا جعفر بن الكرنبي، يقول: أصبت ليلةً جنابةً فاحتَجْتُ أن أغتسلَ وكانَت ليلةً باردةً فوجدتُ في نفسي تأخرًا وتقصيرًا وحدَّثتني نفسي لو تركتَ حتى تصبحَ ويُسَخَّنَ لك الماءُ، أو تدخُلَ حمامًا، وإلا أعنت على نفسكَ، فقلت: واعجبًا! أنا أُعامِلُ الله تعالى في طولِ عمري يجبُ لهُ عليَّ حقٌ لا أجدُ


(١) حرنت: حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُونًا يقال: حَرَنَت الناقةُ قامت فلم تَبْرَحْ، وحَرُن بالمكان حُرونة إذا لزمه فلم يُفَارِقْه. انظر: العين ٣/ ٢٠٩ وغريب الحربي ٢/ ٤٤٦ واللسان ١٣/ ١١٠.
(٢) أخرجه الطوسي في اللمع ص ١٩٨ وذكره السهروردي في عوارف المعارف ص ٢٦٩.

<<  <   >  >>