للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: إثباته لحقيقة دور العقل السليم:

وهو الاستدلال على وجود الحق ، لا أن يكون وسيلة للضلال والانحراف؛ فقال عن فضيلة العقل من جهة الاستنباط: "إنما تتبين فضيلة الشيء بثمرته وفائدته، وقد عرفت ثمرة العقل وفائدته، فإنه هو الذي دلّ على الإله، وأمر بطاعته وامتثال أمره، وثبت معجزات الرسل وأمر بطاعتهم، وتأمّل العواقب فاعتبرها فراقبها وعمل بمقتضى مصالحها، وقاوم الهوى .. وحثّ على الفضائل ونهى عن الرذائل" (١).

وقال عن الدهرية ناعيًا: "وهؤلاء لا لم يدركوا الصانع بالحس ولم يستعملوا في معرفته العقل جحدوه، وهل يشك ذو عقل في وجود صانع؟! " (٢).

ثانيًا: الخَلْق دليل على الخالق: "أو دليل الخلق والاختراع":

وقد ملأ تفسيره بالرّدود على الطبائعيين ومن على شاكلتهم ممن يشكّ في الخالق جلّ وعلا أو يجحده: فعند تفسيره لقول الله : ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [يونس: ١٠١] قال: "قل للمشركين الذين يسألونك الآيات على توحيد الله: انظروا بالتفكر والاعتبار ماذا في السماوات والأرض من الآيات والعبر التي تدل على وحدانيته، ونفاذ قدرته، كالشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، والشجر، وكل هذا يقتضي خالقًا مدبِّرًا" (٣).


(١) ذم الهوى (ص ١٧).
(٢) انظر (ص ١٦٥).
(٣) زاد المسير (٤/ ٦٨). وانظر كذلك في هذا الموضوع: زاد المسير (١/ ١٦٨)، (٤/ ٦٨)، (٨/ ٣٣)، اللطائف (ص ١٤٢ - ١٤٣)؛ تنبيه النائم الغمر (ص ٨٣)؛ أحكام النساء (ص ١٣٠)؛ المنتظم (١/ ١١٨ - ١١٩)، صيد الخاطر (ص ٤٦٧).

<<  <   >  >>