(٢) قد جرت لأئمة الإسلام مناظرات كثيرة للدهرية، وكان الظهور فيها دائمًا لأهل الإسلام؛ لقوة أدلتهم التي اقتبسوها من كتاب ربهم وسنة نبيه ﷺ … انظر جملة من ذلك في كتاب: عيون المناظرات للسكوني (ص ٢٢٠، ٢١٤)، والفصل لابن حزم (١/ ٥٠ وما بعدها)، والداعي إلى الإسلام لابن الأنباري (٢٠٠ - ٢٢٠). (٣) الطبائعيون: ويسمون كذلك "أصحاب الطبائع"، وهم القائلون بقدم العناصر الأربعة: الأرض (أو الطين، أو التراب)، والماء، والنار، والهواء. وأنها أصل كل موجود، كما قالوا بقدم طبائع هذه العناصر، وهي: الحرارة، والبرودة، واليبوسة، والرطوبة. ومذهبهم هذا مبني على إنكار الخالق تعالى، وأن يكون هو خالق هذا العالم ومُدبره، ويستبعدون كل مؤثر يجاوز حدود الطبيعة ويفارقها. وممن ورث هذا المذهب في الوقت الحاضر "الشيوعيون" الذين يقولون بأنه لا وجود إلا للطبيعة، أي: للحقيقة الواقعية المؤلفة من الظواهر المادية المرتبطة بعضها ببعض على النحو الذي نشاهده في عالم الحس والتجربة. انظر: أصول الدين للبغدادي (ص ٣٢٠)، الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٥٥٧ - ٥٦١)، التبصير في الدين للإسفراييني (ص ١٥٠)، التمهيد للباقلاني (ص ٥٦)، الشامل للجويني (ص ٢٢٧)، الداعي إلى الاسلام لابن الأنباري (ص ٢٣٧ - ٢٣٨)، مفيد العلوم للقزويني (ص ٩٠ - ٩١)، المعجم الفلسفي لجميل صليبا (ص ٢/ ١٧).