للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في ذكر نبذة من مذاهبهم]

قال أبو حامد الطوسي (١): الباطنية قوم يَدَّعون الإسلام ويميلون إلى الرفض، وعقائدهم وأعمالهم تباين الإسلام، فمن مذهبهم:

° القول بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، قالوا: والسابق لا يوصف بوجود ولا عدم، ولا هو موجود ولا هو معدوم، ولا هو معلوم ولا هو مجهول، ولا هو موصوف ولا هو غير موصوف، وحدث من السابق التالي، وهو أول ثم مبدع. ثم حدثت (٢) النفس الكلية.

° وعندهم أن النبي عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بواسطة التالي قوة قدسية صافية، وزعموا أن جبريل عبارة عن العقل الفائض عليه، لا أنه شخص.

° واتفقوا على أنه لابد في كل عصر من إمام معصوم قائم بالحق، يُرجع إليه في تأويل الظواهر، يساوي النبي في العصمة.

° وأنكروا المعاد وقالوا: معنى المعاد: عود الشيء إلى أصله، وتعود النفس إلى أصلها.

° وأما التكليف فالمنقول عنهم الإباحة المطلقة واستباحة المحظورات، وقد ينكرون هذا إذا حُكي عنهم، وإنما يقرّون بأنه لابدَّ للإنسان من التكليف، فإذا أُطلع على بواطن الظواهر ارتفعت التكاليف.

° ولما عجزوا عن صرف الناس عن القرآن والسنة صرفوهم عن المراد بهما إلى مخاريق زخرفوها؛ إذ لو صرحوا بالنفي المحض لقُتِلوا؛ فقالوا:

° معنى الجنابة: مبادرة المستجيب بإفشاء السر، ومعنى الغسل: تجديد العهد على من فعل ذلك.


(١) فضائح الباطنية للغزالي (ص ٣٧ - ٥٤)، وانظر: المنتظم للمصنف (١٢/ ٢٩٥ - ٢٩٧)، وانظر بيان مذهب الباطنية للديلمي (ص ٦ - ٨، ٣٤ - ٣٥،)، الفرق بين الفرق (ص ٢٨٥، ٢٩٤ - ٢٩٦).
(٢) سقطت التاء من الأصل، والمثبت من (أ)، وفي (ت): "جذبت".

<<  <   >  >>