للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذكر أبو جعفر الطبري في "تاريخه" فقال: قال علي بن محمد، عن أبيه، إن رجلًا من الراوندية كان يقال له الأبلق وكان أبرص، فتكلم بالغلو، ودعا الراوندية إليه، وزعم أن الروح التي كانت في عيسى ابن مريم صارت في علي بن أبي طالب، ثم في الأئمة واحدًا بعد واحد، إلى إبراهيم بن محمد، واستحلوا الحرمات وكان الرجل منهم يدعو الجماعة إلى منزله، فيطعمهم ويسقيهم ويحملهم على امرأته، فبلغ ذلك أسد بن عبد الله فقتلهم وصلبهم، فلم يزل ذلك فيهم إلى اليوم، وعبدوا أبا جعفر، وصعدوا الخضراء (١) وألقوا أنفسهم كأنهم يطيرون، فلا يبلغون إلى الأرض إلا وقد هلكوا، وخرج جماعتهم على الناس في السلاح وأقبلوا يصيحون بأبي جعفر: أنت أنت!

[° الاسم الثالث: السبعية]

لقبوا بذلك لأمرين:

° أحدهما: اعتقادهم أن أدوار الإمامة سبعة سبعة على ما بيَّنا، وأن الانتهاء إلى السابع هو آخِر الأدوار، وهو المراد بالقيامة، وأن تعاقب هذه الأدوار لا آخر لها.

° والثاني: لقولهم: إن تدبير العالم السفلي منوط بالكواكب السبعة: زحل، ثم المشتري، ثم المريخ، ثم الشمس، ثم الزهرة، ثم عطارد، ثم القمر (٢).

° الاسم الرابع: البَابَكِيَّة

وهو اسم لطائفة منهم تبعوا رجلًا يقال له: بَابَك الخرمي، وكان من الباطنية (٣)،


(١) الخضراء: السماء. القاموس المحيط (خضر).
(٢) انظر: فضائح الباطنية للغزالي (ص ١٦)، المنتظم للمصنّف (١٢/ ٢٩٣)، بيان مذهب الباطنية للديلمي (ص ٢٢ - ٢٣).
(٣) انظر: فضائح الباطنية للغزالي (ص ١٤)، المنتظم للمصنّف (١٢/ ٢٩٢)، بيان مذهب الباطنية للديلمي =

<<  <   >  >>