للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حرموا الصلاة لكونهم لا يغسلون أرجلهم في الوضوء، والجماعة لطلبهم إمامًا معصومًا، وابتلوا بسب الصحابة، وفي "الصحيحين": عن رسول الله أنه قال: "لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُد ذهبًا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه" (١).

وقد أخبرنا محمد بن عبد الملك ويحيى بن علي، قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الطاهر المخلص، قال: نا البغوي، قال: نا محمد بن عباد المكي، قال: نا محمد بن طلحة المدني، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله : "إن الله اختارني واختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم وزراء وأنصارًا وأصهارًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفًا ولا عدلا" (٢).

قال المصنف: والمراد بالعدل: الفريضة، والصرف: النافلة (٣).

أخبرنا أبو البركات بن علي البزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الطُرَيْثيثي، قال: أنا هبة الله بن الحسن الطبري، قال: أنا عبيد الله بن محمد بن أحمد. قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، قال: نا أبي، قال: نا الحسن بن عُمارة، عن المنهال بن عمرو، عن سويد بن غفلة، قال: مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر


(١) أخرجه البخاري (٧/ ٢١ رقم ٣٦٧٣)، ومسلم (٤/ ١٩٦٧ رقم ٢٥٤١)، وأبو داود (٥/ ٤٥ رقم ٤٦٥٨)، والترمذي (٥/ ٦٥٢ رقم ٣٨٦٠)، وأحمد في مسنده (٣/ ١١ - ٥٤ - ٥٥ - ٦٣).
(٢) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (رقم ١٠٠٠)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ١٤٠، رقم ٣٤٩)، والحاكم (٣/ ٦٣٢)، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٠) وقال: فيه من لم أعرفه. وقال الألباني في تخريجه لـ "السنة" لابن أبي عاصم (٢/ ٤٦٩): إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سالم وأبيه، وسوء حفظ محمد بن طلحة.
(٣) وقال أبو عبيد في "الغريب" (٣/ ١٦٧)، والزمخشري في "الفائق" (٢/ ٢٩٤): العدل هو: الفدية، والصرف هو: التوبة. وقيل غير هذا من المعاني.

<<  <   >  >>