للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال المصنِّفُ : قلت: وكان إبراهيمُ بن أدهمَ يحصُدُ (١)، وسلمان (٢) الخوَّاص يلقُطُ (٣)، وحذيفةُ المَرعشِي يضربُ اللَّبن (٤).

قال ابنُ عقيلٍ: التسبُّب لا يقدَحُ في التوكُّلِ؛ لأنَّ تعاطِي رُتبةٍ ترقى على رُتَبِ الأنبِياءِ نقصٌ في الدِّينِ.

ولمَّا قيل لموسى : ﴿إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ﴾ [القصص: ٢٠]، خرجَ، ولمَّا جاعَ واحتاجَ إلى عِفَّةِ نفسِهِ أجَّر نفسَهُ ثمان سِنين.

وقال الله تعالى: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا﴾ [الملك: ١٥] وهذا لأنَّ الحرَكَة استعمالٌ لِنِعمةِ اللهِ، وهِي القوى فاستعمِل ما عِندَكَ ثمَّ اطلُب ما عِندهُ.

وقد يطلبُ الإنسانُ من ربِّهِ وَينْسِى ما لَهُ عندَهُ من الذَّخائِر، فإذا تأخَّر ما يَطْلُبُهُ تسخَّطَ.


(١) ذَكَرَ أبو نعيم في الحلية ٧/ ٣٨٣ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/ ٣٠٢ وابن قدامة في المغني ٥/ ٢٦٩ عملَ إبراهيم بن أدهم في الحصاد.
(٢) في (ت): وسليم الخواص. وفي المغربية: سليمان الخواص. وهو الصواب.
(٣) هما رجلان: فالأول: سليمان الخواص من العابدين الكبار بالشام يقال: إن سعيد بن عبد العزيز زاره فأعطاه دراهم فردها وقال: أكره أن أعود نفسي مثل دراهمك فمن لي بمثلها إذا احتجت. فبلغ ذلك الأوزاعي فقال: دعوه، فلو كان في السلف لكان علامة. انظر: الحلية ٨/ ٢٧٦ والسير ٨/ ١٧٨.
والثاني كما في (ت): سَلْم بن ميمون الخواص وهو أصغر من سليمان الخواص قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه وقال ابن حبان: كان من كبار عباد أهل الشام غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه. بقي سلم إلى ما بعد سنة ٢١٣ هـ انظر: الحلية ٨/ ٢٧٧ وسماه هناك سالم والمجروحين ١/ ٣٤٥ والسير ٨/ ١٧٩ والميزان ٣/ ٢٦٦.
والأظهر أنه الأول وأخرج عمله في اللقط أبو نعيم في الحلية ٧/ ٣٧٣ بإسناده قال: كان الحصاد أحب إلى إبراهيم من اللقاط وكان سليمان الخواص لا يرى باللقاط بأسًا ويلقط.
(٤) أخرج عمل هؤلاء الثلاثة أبو بكر الخلال في الحث على التجارة ص ٥٤ رقم (٢٦).

<<  <   >  >>