للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ومنها: أنَّهم يقولون: أينَ الحلالُ حتى يُطْلَب؟!

وهذا قولُ جاهل، فإنَّ الحلالَ لا ينقَطِعُ أبدًا، قالَ : "الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ" (١).

ومعلومٌ أن الحلالَ: ما أذنَ الشَّرْعُ في تناوُلهِ، وإنما قولهم هذا احتجاجٌ للكَسَلِ.

• ومنها: أنَّهُم قالوا: إذا كَسَبنَا أعنَّا الظَّلَمَة والعُصاة، مثل:

° ما أخبرنا به عُمرُ بن ظَفر، قال: نا جَعفرُ بنُ أحمد، قال: نا عبدُ العزيزِ بن عليٍّ، قال: نا ابن جَهْضَم، قال: نا عليُّ بن محمدٍ السيرَوَاني، قال: سمعتُ إبراهيمَ الخوَّاص يقول: طلبتُ الحلالَ في كلِّ شَيءٍ حتى طَلَبتُهُ في صَيدِ السَّمكِ، فأخذتُ قصبةً وجعلتُ فيها شَعرًا، وجلَستُ على الماءِ، فألقَيتُ الشّبص (٢) فخَرجَت سمكَةٌ فَطَرحْتُها على الأرضِ، وألقَيتُها الثَّانيةَ فخرجَت لي سَمكةٌ، فأنا أطْرَحُها ثالِثةً، إذا مِن ورائِي لَطْمةٌ لا أدْرِي مِن يَدِ مَن هِي، ولا رأيتُ أحدًا، وسمعتُ قائِلًا يقولُ: أنتَ لم تُصِبْ رِزقًا في شَيءٍ إلَّا أن تَعْمَدَ إلى مَن يذكُرُنا فَتَقْتُلَهُ. قال: فقطَعْتُ الشّعرَ وكسرتُ القَصْبَةَ وانْصرَفتُ" (٣)!


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٢) ورقم (٢٠٥١) ومسلم رقم (١٥٩٩) وأبو داود رقم (٣٣٢٩) و (٣٣٣٠) والترمذي رقم (١٢٠٥) وقال: حسن صحيح. وأخرجه النسائي ٧/ ٢٤١ وابن ماجه رقم (٣٩٨٤) والإمام أحمد في المسند ٤/ ٢٦٩، وغيرهم.
(٢) في (ت): الشص. الشَّبَصُ: الخُشونةُ ودخولُ شوكِ الشجرِ بعضه في بعض وقد تَشَبَّص الشجر: أي اشتبك. فكأنه أراد شعر الشبكة لتداخل بعضها ببعض. انظر: اللسان ٧/ ٤٤ والقاموس المحيط ص ٨٠١. وعلى نسخة (ت): الشَّصُّ: بالكسر والفتح حديدة عقْفَاءُ يُصاد بها السمَك. انظر: النهاية ٢/ ٤٧٢ واللسان ٧/ ٤٨.
(٣) أخرجه المؤلف من هذا الطريق ومن طريق أخرى بنحوه كما سيأتي في الذي يليه. وأخرج نحوه ابن جهضم في أخبار الصالحين وحكاياتهم ق/ ٧٧ وهو كتاب مخطوط في جامعة أم القرى مصور ضمن =

<<  <   >  >>