للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمدٍ بيدهِ لَغَدوةٌ أو رَوحَةٌ في سبيلِ اللهِ خير من الدُّنيا وما فِيها، ولمُقامُ أحدِكُم في الصَّفِّ خيرٌ من صلاِتهِ ستِّين سَنة" (١).


= قال ابن القيم : جمع بين كونها حنيفية وكونها سمحة فهي حنيفة في التوحيد سمحة في العمل وضد الأمرين الشرك وتحريم الحلال. فيعبد سبحانه بما أحبه ويستعان على عبادته بما أحله. فهذه الحنيفية سمحة لا ضيق فيها ولا حرج لم تأمر بشيء فيقول العقل: لو نهت عنه لكان أوفق ولم تنه عن شيء فيقول الحجى: لو أباحته لكان أرفق بل أمرت بكل صلاح ونهت عن كل فساد وأباحت كل طيب وحرمت كل خبيث فأوامرها غذاء ودواء ونواهيها حمية وصيانة وظاهرها زينة لباطنها وباطنها أجمل من ظاهرها شعارها الصدق وقوامها الحق وميزانها العدل وحكمها الفصل لا حاجة بها ألبتة إلى أن تكمل بسياسة ملك أو رأي ذي رأي أو قياس فقيه أو ذوق ذي رياضة أو مقام ذي دين وصلاح بل لهؤلاء كلهم أعظم الحاجة إليها ومن وفق منهم للصواب فلاعتماده وتعويله عليها فقد أكملها الذي أتم نعمته علينا بشرعها. انظر: إغاثة اللهفان ١/ ١٥٨ وإعلام الموقعين ٣/ ٢٠٧ وشفاء العليل ١/ ٣٠٣.
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٥/ ٢٦٦ والمعجم الكبير ٨/ ٢١٦ والهيثمي في المجمع ٥/ ٢٧٩ وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف. وقال العيني في عمدة القاري ١٤/ ٩٢: إسناده ضعيف. وأخرجه الترمذي رقم (١٦٥٠) عن أبي هريرة وقال: هذا حديث حسن. وأخرجه الإمام أحمد ٢/ ٤٤٦ - ٥٢٤ والحاكم في المستدرك ٢/ ٧٨ وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال في المجمع ٥/ ٢٨٠: رجاله ثقات. وقال محقق المسند ١٥/ ٤٧٤: إسناده حسن.

<<  <   >  >>