للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: نا جعفرُ بنُ سُلَيمانَ، قال: نا عِليُّ بنُ زيدٍ، عن مطرِّفٍ، عن كعبٍ، قال: قال عُمرُ بن الخطاب: يا كَعب خوِّفنا! قلت: يا أميرَ المؤمنين، اعمل عمَلَ رجُلٍ لو وافيتَ القيامةَ بِعملِ سبعين نَبيًا لازدَرَأتَ عملَكَ مِمَّا تَرى. فاطرقَ عمرُ ملِيًا، ثم أفاق، قال: زِدنا يا كعب! قلت: يا أميرَ المؤمنين، لو فُتِحَ مِن جهنَّمَ قدرُ مِنخَرِ ثَورٍ بالمشرِقِ ورجُلٌ بالمغرِبِ لَغلَى دِماغُهُ حتى يسِيلَ مِن حرِّها. فأطرق عُمرُ ملِيًا، ثم أفاق، فقال: زِدنا يا كَعب! قلت: يا أمير المؤمنين، إنَّ جهنَّم لتزفُرُ يومَ القِيامةِ زَفرةً لا يبقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُصطَفَى إلَّا خرَّ جَاثيًا على رُكبَتَيهِ ويقول: ربِّ نفسِي نفسِي، لا أسألُكَ اليومَ غيرَ نفسِي (١).

أخبرنا محمدُ بن عبدِ الباقي بن أحمد، قال: أخبَرنا حمدُ بن أحمدَ الحدَّاد، قال: حدَّثنا أبو نُعَيمٍ الحافظُ، قال: نا أبِي، قال: نا أحمدُ بن محمدِ بن الحسَن البغداديّ، قال: نا إبراهيمُ بن عبدِ الله بنِ الجنَيدِ، قال: نا عُبَيدُ الله بن محمد بن عائشة، قال: نا سالِمٌ الخوَّاص، عن فُراتِ بن السائِبِ، عن زاذان، قال: سمعتُ كعبَ الأحبار يقول: إذا كان يومُ القيامةِ جَمَع اللهُ الأوَّلِين والآخِرين فِي صعيدٍ واحدٍ، ونزلَت الملائكةُ فصارت صفوفًا، ويقول: يا جبريل ائتني بجهنم. فيأتِي بِها جبريلُ، فتُقادُ بِسبعِين ألفَ زِمامٍ حتى إذا كانت مِن الخلائِقِ على قدرِ مائةِ عامٍ، زَفَرَت زفرةً طارت لَها أفئِدةُ الخلائِق، ثمَّ زفرت ثانيةً فلا يبقى ملكٌ مقرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسلٌ إلَّا جثَى لِرُكبَتَيهِ، ثم تزفُر الثالثةُ فتبلُغ القلوبُ الحناجِر، وتذهَلُ العقولُ، فيفزعُ كلُّ امرئٍ إلى عملهِ حتى إنَّ إبراهيمَ الخليلَ يقول: بِخلَّتي لا أسألُكَ إلَّا نفسِي. ويقول موسى: بِمناجَاتِي لا


(١) أخرجه الصنعاني في تفسيره ٢/ ٣٦٣ ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ٥٠/ ١٦٦ وأخرجه الإمام أحمد في الزهد ص ١٢١ وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٣٦٨. جميعهم من طريق علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. كما قال الحافظ في التقريب ص ٤٠١. وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ٧٥ عن عمر بن الخطاب مرسلا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٧/ ٤٩ و ٥٤ مختصرًا بإسنادين: الأول ضعيف، والثاني مرسل.

<<  <   >  >>