للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أخبَرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قالَ: أنا أحمد بن عليِّ بنْ ثَابتْ، قالَ: نا أبو نعيم الحافِظ، قالَ: أخْبرني الحسَن بن جَعفر بن علي، قالَ: نا عبيد الله بنُ إبراهيمَ الجَزَريُّ، قالَ: قالَ: أَبو الخيرِ الدَّيْلَمِي: كنتُ جالسًا عندَ خيرٍ النَّسَّاجِ، فأَتتهُ امرأَةٌ، وقالتْ: أَعْطِني المنديلَ الذي دَفَعْتُهُ إِليكَ. قالَ: نَعم. فدَفَعَهُ إِليها. فقالتْ: كمِ الأُجرة؟ فقالَ: درهمانِ. قالتْ: مَا معيَ الساعةَ شيءٌ، وأَنا قد تردَّدْتُ إِليك مرارًا، فلم أَرَكَ، آتيكَ بهما غدًا إِنْ شاءَ الله. فقال لها: خيرٌ إِنْ أَتيْتِني بهما فلم تَريني فارْمي بهما في دِجْلَةَ؛ فإِنِّي إذا رجعتُ أخذتُهما. فقالتِ المرأَةُ: كيفَ تأْخُذُها مِن دجْلَةَ؟ فقالَ لها خيرٌ: هذا التفتيشُ فضولٌ منكِ، افْعَلي ما أَمرتُكِ. قالتْ: إِنْ شاءَ الله. فمرَّتِ المرأَةُ.

قال أبو الخير: فجئتُ مِن الغدِ، وكانَ خيرٌ غائبًا، وإذا المرأَةُ قد جاءَتْ ومعها خِرْقَةٌ فيها درهَمانِ، فلم تَر خيرًا فقعدت ساعة ثم قامت ورَمَتِ الخرقة وغاصت في دِجْلَةَ وإذا بسرطانٍ قد تعلَّقتْ بالخرقةِ وغاصتْ، وبعدَ ساعةٍ جاءَ خيرٌ، وفتحَ بابَ حانوتِه، وجلسَ على الشَّطِّ فإذا بسَرطانٍ خرجَتْ من الماءِ تسعى نحوَهُ، والخِرْقَةُ على ظهرِها، فلمَّا قَرُبَتْ مِن الشيخِ؛ أخَذَها، فقلتُ له: رأيتُ كذا وكذا! فقال: أُحِبُّ أَن لا تبوحَ بهِ في حياتي. فأَجبْتُه إلى ذلك (١).

قال المصنِّفُ : قلت: صحَّةُ مثلِ هذا تبعُدُ، ولو صحَّ لم يخرُجَ هذا الفعل مِن نحالفةِ الشرعِ؛ لأنَّ الشرعَ قد أَمَرَ بحِفْظِ المالِ، وهذا إضاعةٌ، وفي الصحيحِ أَنَّ النبيَّ : نهى عن إضاعةِ المالِ (٢)، ولا التفات إلى قولِ من يقول هذا كرامةٌ؛ لأن الله ﷿ لا يُكْرِمُ مُخالفًا لشرعِه.


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١٠/ ٣٠٨ والخطيب في تاريخ بغداد ٢/ ٤٨.
(٢) تقدم تخرجه ص ٦٠٤.

<<  <   >  >>