للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

° ومنهُم مَن ينفِقُ في الحجِّ، ويُلَبِّسُ عليهِ إِبليسُ بأنَّ الحجَّ قربةٌ، وإِنَّما مرادُهُ الرياءُ أو الفُرْجَةُ أو مدحُ الناسِ.

قالَ رجلٌ لِبِشْرٍ الحافي (١): أَعددتُ أَلفي درهمٍ للحَجِّ. فقالَ: أَحَجَجْتَ؟ قالَ: نعم. قالَ: اقضِ دينَ مَدينٍ. قالَ: ما تميلُ نفسي إِلا إِلى الحجِّ! قالَ: مُرادُكَ أَن تركَبَ وتجيءَ، ويُقالَ حاجِّيٌّ.

° ومنهُم مَن يُنْفِقُ على الأوقاتِ والرقصِ، ويرمي الثياب على المغني، ويُلَبِّسُ عليهِ إِبليسُ بأنَّكَ تجمَعُ الفقراءَ وتُطْعِمُهُم، وقد بيَّنَّا أَنَّ ذلك مما يوجِبُ فسادَ القُلوبِ والإِنفاق على ما يوجب الفساد فساد.

° ومنهُم مَن إِذا جَهَّزَ ابْنَتَهُ صاغَ لها دِسْتَ الفضةِ، ويرى الأمرَ في ذلك قريبًا، وربما كانت لهُ خَتْمَةٌ، فقدم مجامِر الفضةِ، ويحضُرُ هناكَ قومٌ من العلماءِ، فلا هو يستَعْظِمُ ما فعلَ، ولا هُم يُنْكِرونَ اتِّباعًا للعادةِ.

° ومنهُم مَن يجورُ في وصيَّتهِ، ويؤذي الوارثَ، ويرى أَنَّهُ مالُه؛ يتصرَّفُ فيهِ كما يشاءَ، وينسى أَنَّهُ بالمَرَضِ قد تعلَّقَتْ حقوقُ الوارِثينَ بهِ.

أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنا عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أنا أبو الحسين محمد بن أحمد الآنبوسي، قال: أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين، قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: أنا الحسن بن علي، قال: أنا إسماعيل بن عيسى، قال: أنا المسيب - يعني: ابن شريك- عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : "من حاف عند الوصية قُذِفَ في الوباءِ والوباء وادٍ في جهنم" (٢).


(١) أخرج نحوه أبو نعيم في الحلية ٨/ ٣٣٩ وذكره المؤلف في صفة الصفوة ٢/ ٣٣٣.
(٢) هذا الحديث بهذا الإسناد لا يصح وذكره، ولم أجده بهذا اللفظ مسندًا إلى أبي أمامة كما أشار المصنف ، وأحسن ما ورد في هذا الباب ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢/ ٢٧٨ عن أبي هريرة وهو في

<<  <   >  >>