للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على مَن تَلَى آيةً مِن أَربعَ عشرة التي في: آخر الأَعرافِ، والرَّعد، والنَّحل، وبني إِسرائيل، ومريم، وأُولَى الحَجِّ وفِي الفُرْقَانِ، وَفي النَّمْلِ، في آلم السَّجْدَةِ، وفِي (ص).

===

وقيل: يُقَال: سبحان ربنا إنْ كان وعد ربنا لمفعولاً. أو: سجد وجهي للذي خلقه، وصوَّرَه، وشقَّ سمعه وبصره، بحوله وقوّته. ولا منع من الجمع مع جواز الكل. وعن عائشة رَضِيَ الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل في السجدة مراراً: سجد وجهي للذي خلقه، وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوّته». رواه أبو داود.

(عَلَى مَنْ تَلَى) أي يجب على من قرأ (آيَةً مِنْ أَرْبَعَ عَشَرَةَ) آية وهي (التي في آخِرِ الأَعْرَافِ والرَّعْدِ) أي في أثناء الرعد (والنَّحْلِ وبَنِي إِسْرَائِيلَ) أي الإسراء وهي قريبة من آخرها (ومَرْيَمَ وأُولَى الحَجِّ) أي في أثنائهما. وقال الشافعي وأحمد، وهو رواية عن مالك: وثانية الحج أيضاً. لِمَا أخرجه أبو داود، والترمذي، والحاكم، عن عبد الله بن لَهِيعَة من حديث عُقْبَة بن عامر قال: قلت: «يا رسول الله، أَفُضِّلَت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال له: نعم، فمن لم يسجدهما فلم يقرأهما». وأُجِيبَ بأن الترمذي قال: إن إسناده ليس بقوي. وعلى تقدير صحته فالأُولى سجدة تلاوة والثانية سجدة صلاة. ويؤيد ذلك اقتران الثانية بالركوع.

ومذهبنا مروي عن ابن عباس وابن عمر فإنهما قالا: سجدة التلاوة في الحج هي الأولى، والثانية سجدة الصلاة. وأما ما روى الحاكم عن عمر، وابن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبي موسى، وأبي داود، أنهم سجدوا في الحج سجدتين، فمحمول على أنه اختيارهم أو رعاية للأحوط.

(وِ) التي (فِي الفُرْقَانِ وَ) التي (في النَّمْلِ) عند قوله تعالى: {ومَا يُعْلِنُونَ} (١) على قراءة غير الكِسَائِي (٢) . وعند قوله تعالى: {أَلاَّ يَسْجُدُوا} (٣) على قراءة الكِسَائِي، كذا ذكره الشارح الشُّمُنِّيُّ. والصحيح أن محل السجدة على جميع القراءات عند قوله: {وما يُعْلِنُون} بل الأصح أنه عند قوله: {رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ} (٤) .

(و) التي (في آلم السَّجْدَةِ و) التي (فِي ص) وهو قول مالك، ورواية عن أحمد ومحلها قبل {وخَرَّ راكِعاً وأَنَابَ} (٥) والصواب أنه عند قوله {وحُسْنَ مآبٍ} (٦) . وقال الشافعي ـ وهو المشهور عن أحمد ـ سجدة ص سجدة شكر، ليست


(١) الآية: (٢٥).
(٢) قرأ حفص والكِسَائي بتاء الخطاب: {تُعْلِنُونَ}، والباقون بياء الغيبة: {يُعْلِنُونَ}. "البدور الزاهرة" ص ٢٣٥.
(٣) الآية: (٢٥).
(٤) الآية: (٢٦).
(٥) الآية: (٢٤).
(٦) الآية: (٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>