للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي أنْ يُكَبِّرَ اللهَ ويُثْنِيَ، ثُمَّ يُكَبِّرَ ويُصَلِّي على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ يُكَبِّرَ ويَدْعُوَ،

===

{وصَلِّ عَلَيْهِمْ} (١) مع قوله صلى الله عليه وسلم «صلُّوا على صاحبكم» (٢) لكونه عليه دين لا وفاء له. ولو كانت فرض عين لَمَا تركها عليه الصلاة والسلام، لكن بشرط إسلام الميت، فلا يجوز على كافر لقوله تعالى: {ولَا تُصَلِّ على أحدٍ مِنْهُمْ مات أبداً ولا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا باللَّهِ ورَسُولهِ} (٣) وبشرط طهارته، فلا يجوز (الصلاة) (٤) عليه بلا غسل، أو تيمم. إلا إذا دُفِنَ بدون أحدهما، ولم يمكن إخراجه إلاَّ بالنَّبْشِ، فإنه يصلى على قبره للضرورة، وبشرط أن يكون موضوعاً أمام المصلي، فلا يجوز على غائب، ولا على موضوع خلف المُصَلِّي لأنه كالإمام من وجه.

(وهي أنْ يُكَبِّرَ اللهَ) للتحريمة (ويُثْنِيَ) بأن يحمد الله مطلقاً ـ وهو ظاهر الرواية ـ وقيل: بأن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك … إلخ. ولا يقرأ الفاتحة (إلا بنية الثناء. وبه قال مالك. وأوجب الشافعي قراءة الفاتحة فيها) (٥) لكونها صلاة من وجه. فيتناولها قوله عليه الصلاة والسلام: «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» (٦) . ولنا: قول ابن مسعود: «لم يُوقت النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن في صلاة الجنازة». وفي «المحيط»: ركنها: التكبيرات، والقيام. وشرطها على الخصوص: كونه مسلماً، وكونه مغسولاً. وسننها: التحميد، والثناء، والصلاة على المصطفى عليه الصلاة والسلام، والدعاء.

(ثُمَّ يُكَبِّرَ ويُصَلِّي على النبيّ

صلى الله عليه وسلم

لِمَا روى أبو داود والنَّسَائي، والترمذي وقال: حسن صحيح. من حديث فَضَالة بن عُبَيْد قال: «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو، ولم يحمد الله تعالى، ولم يُصَلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عَجِلَ هذا. ثم دعاه، فقال: إذا صلى أحدكم ـ أي دعا ـ فليبدأ بتمجيد ربه تعالى، والثناء عليه، ثم يُصَلِّي على النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعدُ بما شاء».

(ثُمَّ يُكَبِّرَ ويَدْعُوَ) للميت. فقد رَوَى أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جِنَازة، فقال: اللهم اغفر لحيّنا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذَكَرنا، وأنثانا، وشاهدنا، وغائبنا،


(١) سورة التوبة، الآية: (١٠٣).
(٢) أخرجه البخاري تعليقًا (فتح الباري) ٣/ ١٨٩، كتاب الجائز (٢٣)، باب سنّة الصلاة … ، (٥٦).
(٣) سورة التوبة، الآية: (٨٤).
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق.
(٥) ما بين الحاصرتين سقط من المطبوع.
(٦) تقدم تخريجه في واجبات الصلاة، ص ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>