للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال الشيخ عبد العزيز: سُقُوطُهم تقريرٌ لما كان زَمَنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من حيثُ المعنى، لأَنَّ الدَّفْعَ إِليهم في ذلك الوقت كان لإِعزاز الإِسلام لكثرة أَهل الكفر، والإِعزاز بعد ذلك في عدم الدفع لكثرة أَهل الإِسلام. انتهى.

وتردّد في سقوطهم مالكٌ والشافعيُّ. والصحيحُ بقاءُ حكمهم إِنْ احتيج إِليهم. وهم كانوا ثلاثة أَقسام: قسم كفار كان صلى الله عليه وسلم يعطيهم ليتألفهم على الإسلام، وقسم كان يعطيهم لدفع شرّهم، وقسم أَسلموا وفيهم ضعفٌ في الإِسلام فكان يتأَلفهم ليثبتوا.

لا يُقَال كيف يجوز صرف الصدقات إِلى الكفار، لأَنا نقول بإِعطاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهم على أَنهم كانوا مخصوصين في زمنه صلى الله عليه وسلم من قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «خُذْها من أَغنياءهم وَرُدَّها في فقرائهم» (١) .

ثُم روى الطبري (٢) في «تفسيره» في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ للفُقَرَاءِ} الآيةَ، بإِسناده عن يَحْيَى بن أبي كثير أَنه قال: المؤلّفة مِنْ بني أُمية: أَبو سفيان بن حَرْب، ومِن بني مَخْزُوم: الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن يَرْبُوع، ومن بني جُمَح: صفوان بن أُمية، ومن بني عامر بن لُؤي: سُهَيْل بن عمرو، وحُوَيْطب بن عبد العُزَّى، ومن بني أَسد بن عبد العُزَّى: حكيم بن حِزَام، ومن بني هاشم: أَبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ومن بني فَزَارة: عُيَيْنَة بن حِصْن، ومن بني تميم: الأَقْرَع بن الحابِس، ومن بني النصر: مالك بن عوف، ومن بني سُلَيم: العباس بن مِرْدَاس، ومن بني ثَقِيف: العلاء بن حارثة، أَعْطَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم كُلَّ رجلٍ منهم مئةَ ناقةٍ إِلا عبد الرحمن بن يَرْبُوعٍ وحُوَيطب بن عبد العُزَّى، فإِنه أَعْطَى كل رجل منهم خمسين.

وأَسند أَيضاً: «قال عمر بن الخطاب حين جاءه عيينة بن حِصْن: {الحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ ومَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٣) ، يعني ليس اليوم مؤلفة». وقيل: «جاء عيينة والأَقرع إِلى أَبي بكر الصدّيق يطلبان أَرضاً، فكتب لهما الخَطَّ (٤) ، فمرَّا بعمر فَمَزَّقَهُ وقال: هذا شيءٌ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيكموه ليتأَلَّفكم به على الإِسلام، والآن


(١) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (فتح الباري) ٣/ ٣٥٧، كتاب الزكاة (٢٤)، باب أخذ الصدقة من الأغنياء (٦٣)، رقم (١٤٩٦).
(٢) حُرِّفت في المطبوع إلى: الطبراني، والمثبت من المخطوط وهو الصواب. انظر "تفسير الطبري" ١٠/ ١١١.
(٣) سورة الكهف، الآية: (٢٩).
(٤) الخط: موضع باليمامة. مختار الصحاح ص ٧٦، مادة (خط).

<<  <  ج: ص:  >  >>