للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاسْتِظْلالَ بِبَيْتٍ أَوْ مَحْمِلٍ.

===

وأَصْلُ القِصَّة عند مالك في «الموطأ»، والشافعي في «مُسْنَدِهِ»، وأَبي بَكْر بن أَبي شَيْبَةَ في «مُصَنَّفِهِ».

وفي «سُنن البيهقي» عن أَيُّوب السِّخْتِياني، عن عِكْرمة، عن ابن عباس قال: المُحْرم يشم الرَّيْحَان، ويدخل الحمام.

وقال ابن الهمام: إِنَّما كَرِه مالك أَنْ يغيب رأْسُه في الماءِ لِتَوَهُّمِ التغطية، وقتل القمل، فإِنْ فَعَل أَطعم.

(و) لا (الاسْتِظْلالَ بِبَيْتٍ) من حَجَر أَوْ مَدَر (١) أَوْ صوف أَوْ وَبَر (أَوْ مَحْمِلٍ) ـ بفتح الميم الأُولى وكسر الثانية، وبكسر الأُولى وفتح الثانية ـ لما في حديث جابر الطويل: فأَمَرَ بِقُبَّةٍ (٢) من شَعرٍ فضُرِبَت له بِنَمِرَة (٣) ، فسار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أَتى عرفة، فوجد القُبَّة ضربت له بنمرة، فنزَلَها حتى إِذا زاغت الشمس أَمر بالقَصْواء (٤) فَرُحِّلَتْ له (٥) . وفي «مصنف ابن أَبي شيبة» عن عبد الله بن عَامِر قال: خرجت مع عمر فكان يطرح النِّطْع (٦) على الشجرة فيستظل به ـ يعني وهو محرم ـ وفيه أَيضاً عن عُقْبَةَ بن صُهْبَان (٧) قال: رأَيت عثمان بالأَبْطَح وأَنَّ فسطاطه (٨) مضروبة، وسيفه معلق بالشجرة.

وأَمَّا ما رواه البيهقي عن عامر بن ربيعة قال: رأَيت عثمان بن عفان بالعَرْج (٩) وهو محرم في يوم صائف قد غطّى وجهه بقطيفة أرجوان، فمحمول على أَنه كان بِعُذْر أَوْ بفصل بين الوجه والقطيفة، وهذا هو الوجه فتنبه. وقد استدلّ بعضُ علمائنا في هذا المقام بما رواه مسلم وأَبو داود والنسائي عن أُمِّ الحُصَين قالت:


(١) المَدَر: بالتحريك من مدر، الطين اللزج الذي لا يخالطه رمل، وأهل المدر: سكان المدن والقرى. معجم لغة الفقهاء ص: ٤١٨.
(٢) القُبَّة من الخيام: بيتٌ صغير مستدير، وهو من بيوت العرب، النهاية: ٤/ ٣.
(٣) نَمِرَة: هو الجبل عليه أنصاب الحرم بعرفات. النهاية: ٥/ ١١٨.
(٤) القَصْواء: هو لقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: كانت مقطوعة الأُذن. النهاية: ٤/ ٧٥.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٨٨٦ - ٨٩٢، كتاب الحج (١٥)، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٩)، رقم (١٤٧ - ١٢١٨).
(٦) النِّطْع: بسَاطٌ من الجلد. معجم لغة الفقهاء ص: ٤٨٢.
(٧) في المطبوعة: حيان، وما أثبتناه من المخطوطة.
(٨) الفُسْطاط: بيتٌ يُتخذ من الشَّعر. المعجم الوسيط ص: ٦٨٨، مادة (الفسطاط).
(٩) العَرْج: قرية من عمل الفَرْع - موضع معروف بين مكة والمدينة - على أيام من المدينة. النهاية ٣/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>