كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات

(فصل) في العصبة - تتمة: العصبة ثلاثة: - ج: 3 - ص: 135

الفرائض بأهلها"، ومن شرك لم يلحق الفرائض بأهلها. قال العنبري (١): "القياس ما قال علي والاستحسان ما قال عمر". (٢) ولو كان مكان الذكور أو الذكور والإناث أخوات لأبوين أو لأب عالت المسألة إلى عشرة لازدحام الفروض، للزوج النصف ثلاثة، وللأم السدس واحد، وللإخوة لأم الثلث اثنان، وللأخوات لأبوين أو لأب الثلثان أربعة. وتسمى هذه المسألة أم الفروخ -بالخاء المعجمة- لكثرة عولها. وتسمى أيضا الشريحية لحدوثها زمن القاضي شريح (٣) -رحمه اللَّه تعالى- روي أن رجلا أتاه وهو قاض بالبصرة (٤) فقال: ما نصيب الزوج من زوجته؟ قال: النصف مع غير

---

(١) هو: عبيد اللَّه بن الحسن بن حصين بن أبي الحر، واسمه مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن تميم العنبري البصري، القاضي، كان لجديه مالك والخشخاش صحبة، كان من سادات أهل البصرة علما وفقها، ولي قضاء البصرة، وتوفي بها سنة ١٦٨ هـ.
ينظر: تهذيب الكمال ١٩/ ٢٣ - ٢٨، وتاريخ بغداد ١٠/ ٣٠٦ - ٣١٠، والطبقات الكبرى ٧/ ٢٨٥، وميزان الإعتدال ٣/ ٥.
(٢) ينظر: المغني ٩/ ٢٦، والشرح الكبير ١٨/ ١٠٣، وشرح منتهى الإرادات ٢/ ٥٩٥.
(٣) القاضي شريح: ابن الحارث بن قيس الكندي، أبو أمية، الكوفي، مخضرم، انتقل من اليمن زمن الصديق، ولاه عمر قضاء الكوفة فقيل: أقام على قضائها ستين سنة، وكان فقيها، شاعرا، عاش مائة وعشرين سنة، توفي سنة ٧٨ هـ، وقبل: ٨٠ هـ.
ينظر: تهذيب الكمال ١٢/ ٤٣٥ - ٤٤٥، وسير أعلام النبلاء ٤/ ١٠٠ - ١٠٦، وتذكرة الحفاظ ١/ ٥٩، والتقريب ٢٧٧٤ - ص ٢٦٥.
(٤) البصرة بصرتان: العظمى هي المشهورة بالعراق، وهي المرار هنا، والأخرى في أقصى المغرب، وقيل: البصرتان: الكوفة والبصرة، والبصرة في كلام العرب: الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع، وتقطع حوافر الدواب، وسميت بصرة: لغلظتها وشدتها.
ينظر: مراصد الاطلاع ١/ ٢٠١، ومعجم البلدان ١/ ٤٣٠.