للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَصْلٌ في أَداءِ الشَّهادةِ

ولا تقبل الشهادة إلَّا يلفظ أشْهدُ أو شَهِدْتُ؛ لأنه مصدر شهد يشهد شهادةً، فلا بد من الإتيان بفعلها المشتق منه، فلا يكفي قوله: أنا شاهدٌ بكذا؛ لأنه إخبارٌ عما اتصف به كقوله: أنا متحمل شهادة على فلان بكذا، ولا يكفي قوله: أعلم أو أحق أو أعرف أو أتحقق؛ لأنه لم يأت بالفعل المشتق من لفظ الشهادة، ولو قال: أشْهدُ بما وضعت به خطي، أو قال مَنْ تَقَدَّمَهُ غيره بشهادةٍ: أشْهَدُ بمثل ما شهد به لم يصح ذلك لما فيه من الإجمال والإبهام، وإن قال: بذلك أَشْهَدُ أو كذلك أَشْهَدُ صح لاتضاح معناه، وفي "النُّكت" (١): "القول بالصحة في الجميع". واختاره الشيخ تقي الدين، وابن القيم. (٢)


(١) ٢/ ٣٤٠.
"النُّكت والفوائد السنية"، تأليف شمس الدين أبي عبد اللَّه محمد بن مفلح المتوفى سنة ٧٦٣ هـ، مطبوع مع كتاب المحرر.
(٢) ينظر: الاختيارات ص ٦١٨ - ٦١٩، والطرق الحكمية ص ٢٠٢ - ٢٠٣.