للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر، أو إلى خان مسبل (١)، أو رباط، أو مدرسة، أو خانكاه (٢)، ولم يتوقف الانتفاع فيها إلى تقرير ناظر، وضاق المكان عن انتفاع جميعهم، أقرع.

والسابق إلى معدن أحق بما يناله منه، والسابق إلى مباح، كصيد، وعنبر، وحطب، ومنبوذ رغبة عنه، وما يتركه حصاد، ونحوه من زرع، وثمر، رغبة عنه، أحق به، فيملكه بأخذه، مسلمًا كان، أو ذميًّا، ويقسم بين عدد أخذوه دفعة واحدة بالسوية، ولا يجوز لأحد أن يأخذ من أرباب الدواب عوض مرعى موات، أو حمى، لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- شرك الناس فيه (٣).

[تتمة]

ولمن في أعلى ماء غير مملوك، كالأمطار، والأنهار الصغار، أن يسقي ويحبسه حتى يصل إلى كعبه، ثم يرسله إلى من يليه أولًا، ثم هو كذلك، مرتبًا الأعلى فالأعلى، إلى انتهاء الأراضي، إن فضل شيء، وإلا فلا شيء للباقي.

ولو استوى اثنان فأكثر في قرب من أول نهر، قسم الماء بينهم على قدر الأرض، إن أمكن، وإلا أقرع، ولو أحيا سابق مواتًا في أسفل النهر، ثم أحيا آخر فوقه، ثم أحيا ثالث فوق ثان، سقى المحيي أولًا، ثم ثان، ثم ثالث، اعتبارًا بالسبق إلى الإحياء، لا إلى أول النهر، كما تقدم، لأنه إذا


(١) تقدم الكلام على معنى: الخان (ص ٦٢٥) وقال في "القاموس" (ص ١١٨٧): الفندق: الخان السبيل. اهـ
وفي تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ. .} قال محمد بن الحنفية وقتادة ومجاهد: هي الفنادق التي في طرق السابلة. . ذكره القرطبي في "الجامع" (١٢/ ٢٢١).
(٢) في "المعجم الوسيط" (١/ ٢٦٠): الخانِقَاهُ: رباط الصوفية.
(٣) حيث قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الناس شركاء في ثلاث. . ." تقدم (ص ٦٦٢).