للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

وإن أظهر قوم رأي الخوارج كتكفير مرتكب الكبيرة وسب الصحابة ولم يخرجوا عن قبضة الإِمام لم يتعرض لهم لما روي: أن عليًا كان يخطب فقال رجل من باب المسجد: لا حكم إلا للَّه تعريضا بالرد عليه في ما كان من تحكيمه فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل، ثم قال: لكم علينا ثلاث: لا نمنعكم مساجد اللَّه أن تذكروا فيها اسم اللَّه، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا، ولا نبدأكم بقتال (١) وتجري الأحكام عليهم كأهل العدل، وإن صرحوا بسب إمام أو سب عدل عزروا كغيرهم.

ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين بتأويل فهم خوارج بغاة فسقة قدمه في "الفروع" (٢)، قال الشيخ تقي الدين: "نصوصه صريحة على عدم كفر الخوارج والقدرية (٣) والمرجئة (٤) وغيرهم، وإنما


(١) أخرجه ابن أبي شيبة برقم (١٩٧٧٦) الكتاب المصنف ١٥/ ٣١٢ - ٣١٣، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/ ١٨٤.
(٢) ٦/ ١٦١.
(٣) القدرية: من خالفوا في القدر وأشهرهم فرقتان: -
١ - القدرية الغلاة: وهي التي تنفي قدر اللَّه وتقول: إن فعل العبد -حسنة كان أو سيئة- فهو منه لا من اللَّه.
٢ - الجبرية: وهي التي تقول بأن الإنسان مجبر على أفعاله وأنه لا خيار ولا قدرة له أصلا، وهذا قول جهم بن صفوان وطائفة من الأزارقة.
ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم ٣/ ٣٣، وشرح العقيدة الطحاوية ٢/ ٥١٦.
(٤) المرجئة: اسم فاعل من الارجاء، وهو على معنيين: -