للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في الكتابة]

(وتسن كتابة من علم فيه خيرا) من رقيق للآية (١)، والكتابة اسم مصدر بمعنى الجمع لأنها تجمع نجوما (٢)، ومنه سمي الخراز كاتبا، أو لأن السيد يكتب بينه وبين عبده كتابا بما اتفقا (٣) عليه (٤).

وهي شرعا: بيع سيد رقيقه نفسه بمال في ذمته مباح معلوم (٥)، ويصح السلم فيه منجما بنجمين فأكثر يملم قسط كل نجم ومدته، أو بيع السيد رقيقه نفسه بمنفعة على أجلين فأكثر.

ولا يشترط للكتابة أجل له وقع في القدرة على الكسب فيه فيصح توقيت


(١) قال في المغني ١٤/ ٤٤٢: الأصل في الكتابة الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} سورة النور الآية (٣٣). وأما السنة فعن سهل بن حنيف أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أعان غارما أو غازيا أو مكاتبا في كتابته أظله اللَّه يوم لا ظل إلا ظله" أخرجه الإمام أحمد والبيهقي، وأجمعت الأمة على مشروعية الكتابة ا. هـ. باختصار.
(٢) النجم: الوقت المضروب، وبه سمي المنجم، ونجمت المال إذا أديته نجوما، ومنه تنجيم المكاتب ونجوم الكتابة، وأصله أن العرب كانت تجعل مطالع منازل القمر ومساقطها مواقيت حلول ديونها وغيرها، ويقال جعلت مالي على فلان نجوما منجمة يؤدى كل نجم في شهر كذا. ينظر: لسان العرب ١٢/ ٥٧٠.
(٣) في الأصل: اتقا.
(٤) ينظر: لسان العرب ١/ ٧٠٠، والقاموس المحيط ١/ ١٢١.
(٥) ينظر: المقنع ١٩/ ١٨٩، والإقناع ٣/ ١٤٣، وشرح منتهى الإرادات ٢/ ٦٦٦.