للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في كفارة القتل]

من الكفر بفتح الكاف أي الستر لأنها تستر الذنب وتغطيه (١).

وأجمعوا على وجوبها في الجملة (٢) لقوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} الآية (٣).

(ومن قتل نفسا محرمة) ولو نفسه أو نفس قنه لعموم الآية، أو كان مستأمنا؛ لأنه آدمي قتل ظلما لقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} الآية (غير عمد) بأن قتلها خطأ أو شبه عمد، (أو شارك فيه) أي القتل (فعليه الكفارة) للآية، وألحق يالخطأ شبه العمد؛ لأنه في معناه بخلاف العمد المحض، ولو كان القاتل كافرا أو قنا أو صغيرا أو مجنونا لأنها حق مالي يتعلق بالفعل أشبهت الدية، وأيضا هي عبادة مالية أشبهت الزكاة، وسواء قتل بمباشرة أو سبب كحفر بئر تعديا ولو كان القتل بها بعد موت المتسبب لعموم قوله تعالى: {وَمَنْ


(١) ينظر: معجم مقاييس اللغة ٥/ ١٩١، ولسان العرب ٥/ ١٤٤.
(٢) الإشراف ٢/ ٢١٠، والإقناع لابن المنذر ١/ ٣٦٩، والإفصاح ٢/ ٢٢٤.
(٣) سورة النساء من الآية (٩٢).