للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في نواقض الوضوء]

(نواقض الوضوء) جع ناقضة، بمعنى ناقض، إن قيل: لا يجمع فاعل وصفًا مطلقًا على فواعل إلا ما شذَّ، هذا إذا كان الوصف لعاقلٍ أما إذا كان لغيره، فيجمع من غير شذوذ. قاله شيخنا -أيده اللَّه تعالى- (١) وهي -أي: نواقض الوضوء- أي: مفسداته (ثمانية) بالاستقراء.

أحدها (خارج من سبيل مطلقًا) قُبُلًا كان أو دُبُرًا، قليلًا كان أو كثيرًا، طاهرًا كالريح، ونحو ولد بلا دم، أو نجسًا كالبول والغائط.

(و) الثاني (خارج من بقية البدن من بول وغائط) سواء كان قليلًا أو كثيرًا (و) خارج (كثير نجس غيرهما) أي: البول والغائط، كدمٍ وقيح وصديد وقيء.

(و) الثالث (زوال عقل) بسكر أو إغماء أو نوم، (إلا يسير نوم من قائم) لم يستند، (أو قاعد) لم يستند، ولم يحتبِ، ولم يتكئ، لحديث أنس: كان أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينتظرون العشاء الأخيرة حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤن. رواه أبو داود (٢). وإن رأى رؤيا، فهو كثير، وإن خطر بباله شيء لا يدري أرؤيا أم حديث نفس، فلا نقض.


(١) هو: محمد بن عبد اللَّه بن فيروز التميمي. ولد في مدينة الأحساء سنة ١١٤٢ هـ، عالمٌ مشهور، معارض للدعوة الإصلاحية، توفي سنة ١٢١٦ هـ. ينظر: "السحب الوابلة" لابن حميد (٣/ ٩٦٩).
(٢) في الطهارة من "سننه" باب في الوضوء من النوم (١/ ١٣٧ - ١٣٨)، وهو في "صحيح مسلم" كتاب الحيض (١/ ٢٨٤).