للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تكفين الميت]

(وسُنّ تكفين رجل في ثلاث لفائف بيض) من قطن، لحديث عائشة: قالت: كفِّن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في ثلاثة أثواب بيض سحولية (١)، جدد يمانية، ليس فيها قميص ولا عمامة أدرج فيه إدراجًا. متفق عليه زاد مسلم في رواية: "وأما الحلة فاشتبه على الناس فيها أنها اشتريت ليكفن فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية (٢) (بعد تبخيرها) بعود ونحوه، بعد رشها بنحو ماء ورد، لتعلق رائحة البخور بها، إن لم يكن الميت محرمًا.

وكره تكفين رجل في أكثر من ثلاثة أثواب بيض، لأنه وضع للمال في غير وجهه، وكره تعميمه لحديث عائشة (٣)، وتبسط اللفائف على بعضها واحدة فوق أخرى، ليوضع الميت عليها مرة واحدة (ويجعل الحنوط) وهو أخلاط من طيب، ولا يقال في غير طيب الميت (٤) (فيما بينها) أي يذر بين اللفائف (و) يجعل (منه) أي الحنوط (بقطن بين أليتيه) أي الميت، وتشد فوقه خرقة مشقوقة الطرف، كالتُبَّان (٥) تجمع أليتيه ومثانته، لرد الخارج، وإخفاء ما ظهر من الروائح (و) يجعل (الباقي) من قطن محنط (على منافذ وجهه) كعينه، وفمه، وأنفه، وعلى أذنيه (و) يجعل منه على (مواضع سجوده)


(١) سحولية: سَحول: قرية باليمن تنسب إليها الثياب. وقيل: السحولية: المقصورة، كأنها نسبت إلى السحول، وهو القصار، لأنه يسحلها، أي: يغسلها. اهـ من "جامع الأصول" (١١/ ٧٨).
(٢) البخاري، كتاب الجنائز، باب موت يوم الاثنين (٢/ ١٠٥)، ومسلم، كتاب الجنائز (٢/ ٦٤٩).
(٣) المتقدم قبل أسطر.
(٤) "المصباح المنير" (١/ ٢١١).
(٥) التُّبان: شبه السراويل "المصباح المنير" (١/ ٩٩).