للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل فى استيفاء القصاص في النفس وما دونها]

وهو فعل مجني عليه أو وليه بجان مثل فعله أو شبهه (١).

(ولاستيفائه) أي القصاص (ثلاثة) شروط: -

أحدها: (تكليف مستحق له) لأن غير المكلف ليس أهلا للاستيفاء ولا تدخله النيابة لما يأتي، ومع صغر مستحق أو جنونه يحبس جان لبلوغ صغير أو إفاقة مجنون يستحقه؛ لأن معاوية حبس هدبة بن خشرم (٢) في قصاص حتى بلغ ابن القتيل (٣)، وكان في عصر الصحابة ولم ينكر، وبذل الحسن والحسين، وسعيد بن العاص (٤) لابن القتيل سبع ديات فلم يقبلها (٥) ولأن


(١) ينظر: المبدع ٨/ ٢٧٨، والتنقيح ص ٢٦٣، والروض المربع ٢/ ٣٣٣، وغاية المنتهى ٣/ ٢٥٧.
(٢) هدبة بن خشرم: بن كرز، أبو عمير، من بني عامر بن ثعلبة، من قضاعة، شاعر فصيح مرتجل، كان راوية، من بادية الحجاز، قتل قصاصا لقتله زيادة بن زيد الرقاشي سنة ٥٠ هـ.
ينظر: الأغاني ٧/ ٧٣، ٢١/ ١٦٩، والأعلام ٩/ ٦٩ - ٧٠.
(٣) ذكره المبرد بنحوه في الكامل ٤/ ٨٤ - ٨٥.
(٤) سعيد بن العاص: بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، الأموي، أبو عثمان، ولد عام الهجرة، كان من فصحاء قريش، توفي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ابن تسع سنين، ولي الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وولي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، توفي بالعقيق سنة ٥٣ هـ.
ينظر: أسد الغابة ٢/ ٣٩١ - ٣٩٣، والإصابة ٣/ ٩٠ - ٩٢.
(٥) ينظر: الكامل للمبرد ٤/ ٨٤.