للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في حد الزنى]

بالقصر في لغة الحجاز والمد عند تميم. (١)

وهو فعل الفاحشة في قبل أو دبر (٢). وهو من أكبر الكبائر، وأجمعوا على تحريمه (٣) لقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (٣٢)} (٤) , وحديث: "اجتنبوا السبع المويقات" (٥)، وكان حد


(١) ينظر "معجم مقاييس اللغة ٣/ ٢٦، والمطلع ص ٣٧٠، ولسان العرب ١٤/ ٣٥٩.
(٢) ينظر: المبدع ٩/ ٦٠، والتنقيح ص ٢٧٥، والإقناع ٤/ ٢٥٠، وغاية المنتهي ٣/ ٣٠٠.
(٣) ينظر: الإجماع ص ١٤١، والإشراف ٢/ ٥.
(٤) سورة الإسراء الآية (٣٢).
(٥) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا: أخرجه البخاري، باب رمي المحصنات، كتاب الحدود برقم (٦٨٥٧) صحيح البخاري ٨/ ١٤٦، ومسلم، باب بيان الكبائر وأكبرها، كتاب الإيمان برقم (٨٩) صحيح مسلم ١/ ٩٢.
والسبع الموبقات الواردة في هذا الحديث هي: الإشراك باللَّه، والسحر، وقتال النفس التي حرم اللَّه، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. فلم يذكر معها الزنى، فكان الأولى الاستدلال بحديث عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا قال: "قلت يا رسول اللَّه: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل للَّه ندا وهو خلقك، قلت ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك". أخرجه البخاري، باب إثم الزناة، كتاب الحدود برقم (٦٨١١) صحيح البخاري =