للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الجنائز]

بفتح الجيم، جمع جنازة بكسرها، والفتح لغةٌ، اسم للميت أو النعش عليه الميت، فإن لم يكن عليه ميت فلا يقال نعش ولا جنازة، بل سرير (١)، مشتقة من جنز إذا ستر (٢).

(ترك الدواء أفضل) من التداوي، نصًّا (٣)، لأنه أقرب إلى التوكل، ولخبر الصديق (٤) وحديث: "إن اللَّه أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بالحرام" (٥)، فالأمر فيه للإرشاد.

ويكره أن يستطب مسلم ذميًّا بلا ضرورة، وأن يأخذ منه دواء لم ييين مفرداته المباحة.

(وسُنَّ استعداد للموت) بالتوبة من المعاصي، والخروج من المظالم، والزيادة من العمل الصالح (وإكثار من ذكره)، لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أكثروا من ذكر هاذم اللذات" (٦) رواه البخاري، وهو بالذال المعجمة أي الموت، فيلاحظ


(١) "الصحاح" للجوهري (٣/ ٨٧٥). لكن قال: (. . فإذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونعش).
(٢) "المطلع" ص (١١٤) و"الزاهر" (ص ٢٠٨).
(٣) "الآداب الشرعية" (٢/ ٣٣٣).
(٤) ذكر أبو طالب المكي في "قوت القلوب" (٢/ ٤٧): أن أبا بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- لما مرض، قالوا له: ألا ندعو لك الطبيب؟ قال: قد رآني. قالوا: فما قال لك؟ قال: "إني فعال لما أريد".
(٥) أبو داود، كتاب الطب، باب في الأدوية المكروهة (٤/ ٢٠٦، ٢٠٧) عن أبي الدرداء. قال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (٢/ ٣٣٦): إسناده حسن. اهـ
(٦) كذا قال المؤلف وهو خطأ. والحديث أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت (٤/ ٥٥٣)، والنسائي، كتاب الجنائز، باب كثرة ذكر الموت (٤/ ٤، ٥)، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له (٢/ ١٤٢٢) عن أبي هريرة. قال الترمذي: حسن غريب. اهـ ينظر: "كشف الخفاء" (١/ ١٨٨).