للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الجهاد]

مصدر جاهد جهادًا ومجاهدة، من جهد، أي بالغ في جهاد عدوه، فهو لغة: بذل الطاقة والوسع (١). وشرعًا: قتال الكفار خاصة (٢).

و(هو فرض كفاية) لقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} (٣)، {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٤)، مع قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً. . .} (٥) الآية، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين، وإلا أثموا كلهم.

وسن بتأكد مع قيام من يكفي به، للآيات (٦)، والأخبار (٧) الدالة على فضله.

ولا يجب جهاد إلا على ذكر، لحديث عائشة: هل على النساء جهاد؟ فقال: عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة (٨). ولا يجب على خنثى


(١) "القاموس" (ص ٣٥١).
(٢) "التنقيح المشبع" (ص ١١٣).
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢١٦.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٩٠.
(٥) سورة التوبة، الآية: ١٢٢.
(٦) كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١)} [التوبة: ١١١].
(٧) كحديث أبي موسى أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن الجنة تحت ظلال السيوف" أخرجه مسلم، كتاب الجهاد (٣/ ١٥١١).
وقد ألفت في ذلك مؤلفات كثيرة. ككتاب "الجهاد" لابن أبي عاصم. و"مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق" للدمياطي.
(٨) ابن ماجه، في المناسك، باب الحج جهاد النساء (٢/ ٩٦٨) قال الحافظ في "التلخيص" =