للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يكره وضع الحصى بالمساجد كما في مسجده -صلى اللَّه عليه وسلم- زمنه، وبعده، ويحرم إخراج تراب المساجد، وإخراج طيبها، في الحل والحرم، لتبرُّك وغيره، لأنه انتفاع بالموقوف في غير جهته. قال أحمد: إذا أراد أن يستشفي بطيب الكعبة، لم يأخذ منه شيئًا، ويلزق عليها طيبًا من عنده، ثم يأخذه (١).

[تتمة]

حد حرم مكة مات كل جهة عليه أنصاب، لم تزل معلومة، فلا حاجة لتسميتها. ويستحب المجاورة بمكة. وهي أفضل من المدينة لحديث عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء، أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول، وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: "واللَّه إنك لخير أرض اللَّه وأحب أرض اللَّه إلى اللَّه، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (٢). رواه أحمد، وغيره. وقال الترمذي: حسن صحيح.

قال ابن عقيل: الكعبة أفضل من مجرد الحجرة، فأما والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيها فلا واللَّه. ولا العرش، وحملته، والجنة، لأن بالحجرة جسدًا لو وزن به لرجح (٣). وتضاعف الحسنة والسيئة، بمكان فاضل، وزمن فاضل، لقول ابن عباس (٤). وسئل أحمد: هل تكتب السيئة أكثر من واحدة؟ قال: لا،


(١) المصدر السابق.
(٢) مسند أحمد (٤/ ٣٠٥) والترمذي، في المناقب، في فضل مكة (٥/ ٧٢٢) والنسائي، في السنن الكبرى، الحج (٢/ ٤٧٩) وفيه بالجرول، وابن ماجه، في المناسك باب فضل مكة (٢/ ١٠٣٧) وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. اهـ
(٣) نقله ابن مفلح في "الفروع" (٣/ ٤٩١، ٤٩٢).
(٤) ذكر ابن جماعة في "هداية السالك" (٢/ ٩٢٨): أن ابن عباس سئل عن مقامه بغير مكة، فقال: "مالي وبلد تضاعف فيها السيثات، كما تضاعف فيها الحسنات". فحمل ذلك من سمعه على مضاعفة السيئات بالحرم، ثم اختلفوا في تضعيفها، فقيل: كمضاعفة الحسنات =