للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في الإمامة ومعرفة الأولى بها]

(الأقرأ العالمُ فِقْهَ صلاِته، أولى من الأفقه) فقط، لجمعه بين المزيتين في القراءة والفقه، ثم يليه الأجود قراءة الفقيه لحديث: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه تعالى" (١) ثم يليه الأقرأ جودة، وإن لم يكن فقيهًا، إن كان يعرف فقه صلاته حافظًا للفاتحة، للحديث المذكور، ولحديث ابن عباس: "ليؤذن لكم خياركم، وليؤمَّكم أقرؤكم" (٢) رواه أبو داود.

وإنما قُدِّمَ الأقرأ جودة على الأكثر قرآنًا، لأنه أعظم أجرًا لحديث: "من قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة" (٣) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وقال أبو بكر وعمر -رضي اللَّه عنهما-: إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه (٤). ثم مع الاستواء في الجودة يُقدَّم الأكثر قرآنًا الأفقه، لجمعه


(١) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، (١/ ٤٦٥) عن أبي مسعود البدري.
(٢) أبو داود، كتاب الصلاة، باب من أحق بالإمامة (١/ ٣٩٦)، وابن ماجه، الأذان، باب فضل الأذان وثواب المؤذنين (١/ ٢٤٠) وفي إشاده حسين بن عيسى الحنفي، ضعيف لا يحتج به، ينظر "الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عدي (٢/ ٧٦٦).
(٣) لم أقف عليه في الترمذي. وقد أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (٥/ ٢٤١) عن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنهما- مرفوعًا: "من قرأ القرآن فأعرب قراءته كان له بكل حرف منه عشرون حسنه، ومن قرأ بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات" وضعَّف إسناده المعلق على "الشعب".
وروي عن عمر بن الخطاب نحو ذلك مرفوعًا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (٥/ ٢٤١ - ٢٤٢) والرازي في "فضائل القرآن" (ص ١٤٣) وفي إسناده نوح بن أبي مريم أبو عصمة الجامع، متروك الحديث. ينظر "الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عدي (٧/ ٢٥٠٦).
(٤) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في: "فضائل القرآن" ص (٢٠٨، ٢٠٩)، بنحوه =