قال ابن جماعة: وهذا حرجٌ منفيٌّ بما وضح من القرآن الكريم، قال تعالى -وهو أصدق القائلين- {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}. وتعظيم الحرم ممكن بغير حرج التضعيف، فلا جرم قلنا بتعظيم الجناية في الحرم حتى غُلِّظت الدية على القاتل فيه. . إلى أن قال. وأكثر أهل العلم على أن السيئة لا تضاعف بمكة. اهـ وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد قال: رأيت عبد اللَّه بن عمرو بعرفة، ومنزله في الحل، ومسجده في الحرم. فقلت له: لم تفعل هذا؟ قال: لأن العمل فيه أفضل والخطيئة فيه أعظم. "الدر المنثور" (٦/ ٢٩). (١) "الفروع" (٣/ ٤٩٣) وقد جاء هذا من قول ابن مسعود. أخرجه ابن أبي شيبة، الحج، في حرمة البيت وتعظيمه (ص ٢٨٤. ٢٨٥ من الجزء المفقود) قال الشيخ الشنقيطي في "أضواء البيان" (٥/ ٩٥): وهذا ثابت عن ابن مسعود، ووقفه عليه أصح من رفعه. اهـ (٢) ذكر في "معجم البلدان" (٥/ ٨٢، ٨٣) أن للمدينة تسعة وعشرين اسمًا، ثم ساقها. وذكر السمهودي في "وفاء الوفاء" (١/ ٨، ٢٧) لها أربعة وتسعين اسمًا، ينظر لتحقيق ما ثبت من الأسماء: "الأحاديث الواردة في فضائل المدينة" للدكتور صالح الرفاعي (ص ٣١، ٣٩). (٣) أخرج البخاري، في الزكاة، باب خرص التمر (٢/ ١٣٢) ومسلم، في الفضائل (٤/ ١٧٨٥) في حديث طويل عن أبي حميد الساعدي حتى أشرفنا على المدينة فقال: هذه طابة. . . الحديث. وفي "صحيح مسلم" -أيضًا- كتاب الحج (٢/ ١٠٠٧) عن جابر بن سمرة مرفوعًا: "إن اللَّه سمى المدينة طابة"، وأما تسمية المدينة بطيبة فجاء في حديث تميم الداري الطويل، أخرجه مسلم، في الفتن (٤/ ٢٢٦٤)، وفي حديث زيد بن ثابت في "مسلم" (٢/ ١٠٠٧) مرفوعًا: "إنها طيبة، وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة".