للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بال منهما فسبقه من أحدهما، قال ابن اللَّبَّان (١): روى الكلبي (٢) عن أبي صالح (٣) عن ابن عباس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سئل عن مولود له قُبُل وذَكَر من أين يورث؟ قال: "من حيث يبول" (٤)، وروي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتي بخنثى من الأنصار فقال: "ورِّثوه من أول ما يبول منه" (٥) ولأن خروج البول أعم العلامات لوجوده من الصغير والكبير، وسائر العلامات إنما توجد بعد الكبر، وإن خرج البول منهما معا اعتبر أكثرهما، قال ابن


(١) ابن اللَّبَّان هو: محمد بن عبد اللَّه بن الحسن البصري ابن اللَّبَّان، الشافعي، أبو الحسين، إمام الفرضيين، اشتهر بعلم الفرائض، وصنَّف فيها كتبًا كثيرةً، توفي سنة ٤٠٢ هـ.
ينظر: طفات الشافعية ٤/ ١٥٤ - ١٥٥، وسير أعلام النبلاء ١٧/ ٢١٧ - ٢١٩.
(٢) الكلبي: محمد بن السائب بن بشر، الكوفي، كان رأسا في الأنساب، إلا أنه شيعي متروك الحديث، توفي سنة ١٤٦ هـ.
ينظر: تهذيب الكمال ٢٥/ ٢٤٦ - ٢٥٣، وسير أعلام النبلاء ٦/ ٢٤٨ - ٢٣٩.
(٣) أبو صالح: باذام، وبقال: باذان، مولى أم هانيء بنت أبي طالب.
ينظر: الجرح والتعديل ١/ ١٣٥، وتهذيب الكمال ٤/ ٦، والتقريب ص ١٢٠.
(٤) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، باب ميراث الخنثى، كتاب الفرائض، وفي سنده محمد بن السائب الكلبي قال البيهقي: "لا يحتج به". السنن الكبرى ٦/ ٢٦١، وقال الألباني: "موضوع" الإرواء ٦/ ١٥٢.
وقد رواه سعيد بن منصور موقوفًا على علي -رضي اللَّه عنه- برقم (١٢٥)، سنن سعيد بن منصور ٣/ ١/ ٨٢، وابن أبي شيبة برقم (١١٤١٠) الكتاب المصنف ١١/ ٣٤٩، والدارمي برقم (٢٩٧٠) سنن الدارمي ٢/ ٤٦١، والبيهقي في السنن الكبرى ٦/ ٢٦١، وصحّحه الألباني في الإرواء ٦/ ١٥٢. وروي موقوفًا على عمر وجابر بن زيد -رضي اللَّه عنهم- وعلى الشعبي. عند ابن أبي شيبة والدارمي والبيهقي -في المواضع السابقة- والدارقطني ٤/ ٨١.
(٥) لم أجده بهذا اللفظ وسبق تخريجه بنحوه آنفًا.