للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجد غلاما له مع جاريته، فقطع ذكره، وجدع أنفه، فأتى العبد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر له ذلك، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما حملك على ما فعلت؟ قال: فعل كذا وكذا، قال: اذهب فانت حر" رواه أحمد وغيره (١)، وله ولاؤه نصا (٢)؛ لعموم: "الولاء لمن أعتق" (٣)، وكذا لو استكرهه سيده على الفاحشة؛ لأنها من المثلة، أو وطئ سيد أمة مباحة لا يوطأ مثلها لصغرها فأفضاها تعتق عليه، قال ابن حمدان: "ولو مثل بعبد مشترك بينه وبين غيره، عتق نصيبه وسرى العتق إلى باقيه، وضمن قيمة حصة الشريك" ذكره ابن عقيل (٤).


(١) أخرجه الإمام أحمد برقم (٦٦٧١) المسند ٢/ ٣٧٩، من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعبب، ورواه بنحوه أبو داود من طريق سوار أبي حمزة عن عمرو به، باب من قتل عبده أو مثل به، كتاب الديات برقم (٤٥١٩) سنن أبي داود ٤/ ١٧٦، وكذا ابن ماجة، باب من مثل بعبده فهو حر، كتاب الديات برقم (٢٦٧٩ - ٢٦٨٠) سنن ابن ماجة ٢/ ٨٩٤، والبيهقي من طريق المثنى بن الصباح عنه بنحوه، باب ما روي فيمن قتل عبده أو مثل به، كتاب الجنايات، السنن الكبرى ٨/ ٣٦، والحديث ضعفه البيهقي حيث قال: "المثنى بن صباح -أحد رواته- ضعيف لا يحتج به، وقد روى عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو مختصرا ولا يحتج به، وروى عن سوار أبي حمزة عن عمرو، ولبس بالقوي". وحسن الحديث الألباني في صحيح سنن أبي داود ٣/ ٨٥٦، وفي الإرواء ٦/ ١٦٩، وقال معقبا على كلام البيهقي: "قلت وفاتته رواية ابن جريج فلم يذكرها، وهي أصح الروايات. . . فالحديث عندي حسن إما لذاته وإما لغيره".
(٢) الإنصاف ١٩/ ٣٧، والإقناع ٣/ ١٣٢، وشرح منتهى الإرادات ٢/ ٦٥١.
(٣) سبق تخريجه ٧٤.
(٤) ينظر: الإنصاف ١٩/ ٣٨، وشرح منتهى الإرادات ٢/ ٦٥١.
وابن عقيل: علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الحنبلي أبو الوفاء، الإمام، الفقيه، الأصولي، أحد المجتهدين، صاحب المؤلفات، حامل لواء المذهب، ولد سنة ٤٣١ هـ، له مصنفات كثيرة منها: "الفنون" و"الفصول"، و"التذكرة"، و"كفاية المفتي"، و"رؤس المسائل" توفي سنة ٥١٣ هـ.