للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروي أن أحمد كان إذا حضر عقد نكاح ولم يخطب فيه بخطبة ابن مسعود قام وتركهم (١)، وهذا على طريق المبالغة في استحبابها لا على إيجابها، ويجزئ عن هذه الخطبة أن يتشهد ويصلى على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لما روي عن ابن عمر أنه كان إذا دعي ليزوج قال: "الحمد للَّه وصلى اللَّه على سيدنا محمد، إن فلانا يخطب إليكم، فإن أنكحتموه فالحمد للَّه، وإن رددتموه فسبحان اللَّه" (٢) ولا يجب شيء من ذلك لما في المتفق عليه: "أن رجلا قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: زوجنيها، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: زوجتكها بما معك من القرآن" (٣)، وعن رجل من بني سليم (٤) قال: "خطبت إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمامة بنت عبد المطلب (٥) فأنكحني من غير أن يتشهد" رواه أبو


= (٣٢٧٧)، المجتبى ٦/ ٨٩، وابن ماجة، باب خطبة النكاح، كتاب النكاح برقم (١٨٩٢)، سنن ابن ماجة ١/ ٦٠٩، وأحمد برقم (٣٧١٢) المسند ١/ ٦٤٨، والدارمي، باب في خطبة النكاح، كتاب النكاح برقم (٢٢٠٢)، سنن الدارمي ٢/ ١٩١، والبيهقي، باب ما جاء في خطبة النكاح، كتاب النكاح، السنن الكبرى ٧/ ١٤٦، والحديث حسنه الترمذي، وصححه الألباني في الإرواء ٦/ ٢٢١.
(١) ينظر: المغني ٩/ ٤٦٦، وكتاب الفروع ٥/ ١٦٠ - ١٦١، والمبدع ٧/ ١٧، والإنصاف ٢٠/ ٨٤.
(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٧/ ١٨١، وصححه الألباني في الإرواء ٦/ ٢٢١.
(٣) جزء من حديث سبق تخريجه ص ٢٢٠.
(٤) هو: عباد بن شيبان الأنصاري، السلمي، أبو يحيى، له صحبة.
ينظر: أسد الغابة ٣/ ١٥٣، وتهذيب الكمال ١٤/ ١٢٧، والإصابة ٣/ ٥٠٠.
(٥) نسبت إلى جد أبيها، واسمها: أمامة، أو أميمة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشية، وهي والدة أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي اللَّه عنها-، أسلمت وهاجرت، وأطعمها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أربعين وسقا من تمر خيبر.
ينظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٢٧٣ - ٢٧٤، والإصابة ٨/ ٢٦، ٣١.