للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(ويصح) الخلع (بمجهول) (١) لأنه إسقاط لحقه من البضع وليس تمليك شيء، والإسقاط يدخله المسامحة ولهذا جاز بلا عوض بخلاف النكاح، وأبيح لها افتداء نفسها لحاجتها إليه، فوجب ما رضيت ببذله دون ما لم ترصنه، فلو خالعها على ما في يدها أو بيتها من دراهم أو متاع فله ما بهما من ذلك، فإن لم يكن بيدها شيء فله ثلاثة دراهم لأنها أقل الجمع فهي المتيقنة، أو لم يكن ببيتها شيء فله ما يسمى متاعا كالوصية، وإن كان بيدها دون الثلاثة فلا شيء له غيره.

(و) يصح الخلع بـ (معدوم) (٢) كعلى ما تحمل شجرتها أو ما تحمل أمتها ونحوها، أو ما في بطنها كالوصية، وله ما يحصل من ذلك، لكن قياس ما سبق في الوصية له قيمة ولد الأمة لتحريم التفريق، فإن لم يحصل منه شيء وجب فيه مطلق ما تناوله الاسم، ويجب فيما إذا خالعها على شيء يجهل مطلقا كثوب ونحوه مطلق ما تناوله الاسم، وإن خالعها على هذا الثوب الهروي فبان مرويا (٣) أو معيبا، أو على هذا العبد السندي فبان هنديا أو زنجيا فليس له غيره لوقوع الخلع على عينه، ويصح على


(١) ينظر: المغني ١٠/ ٢٨٢ - ٢٨٣، والمقنع والشرح الكبير والإنصاف ٢٢/ ٥٩، وشرح الزركشي ٥/ ٣٦٢، والمبدع ٧/ ٢٣٣، وكشاف القناع ٥/ ٢٢٢.
(٢) ينظر: المقنع والشرح الكبير والإنصاف ٢٢/ ٦٢، والمبدع ٧/ ٢٣٥، وكشاف القناع ٥/ ٢٢٢.
(٣) الهروي: نسبة إلى هراة، كورة من كور العجم وهي المدينة والصقع، أي الموضع، فالهراة اسم موضع بخراسان.
ينظر: المطلع ص ٣٢١، ولسان العرب ١٥/ ٣٦١، والقاموس المحيط ٤/ ٤٠٣.
والمروي: بسكون الراء منسوب إلى مرو، مدينة بفارس، وقد يقال أيضًا في النسبة إليه: مروي ومروزي وهو على غير قياس.
ينظر: المطلع ص ٣٢١، ولسان العرب ١٥/ ٢٧٦، والقاموس المحيط ٤/ ٣٨٩.