للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن في المعارض مندوحة عن الكذب" رواه الترمذي (١)، قال محمد ابن سيرين (٢): "الكلام أوسع من أن يكذب ظريف بذلك" (٣) أي الكيس الفطن، فإنه يفطن للتأويل فلا حاجة إلى الكذب.

وكذا إن لم يكن الحالف ظالما أو مظلوما ولو كان التأويل بلا حاجة إليه؛ لأنه عليه السلام كان يمزح (٤) ولا يقول إلا حقا، ومزاحه أن يوهم السامع بكلامه غير ما عناه وهو التأويل، قال عليه السلام لعجوز: "لا تدخل الجنة عجوز" (٥).

ويقبل منه حكما دعوى التأويل مع قرب الاحتمال ومع توسطه لعدم مخالفة


(١) لم أقف عليه عند الترمذي، وأخرجه البخاري موقوفا على عمران بن حصين في الأدب المفرد ص ١٨٤، والبيهقي مرفوعا من حديث عمران بن حصين وعلي بن أبي طالب، في باب المعاريض فيها مندوحة عن الكذب، كتاب الشهادات، السنن الكبرى ١٠/ ١٩٩ وأشار إلى ضعفه، كما أخرجه موقوفا على عمر بن الخطاب، وعمران بن الحصين، وقال: "هذا هو الصحيح" -أي الموقوف-، ورواه ابن عبد البر في التمهيد ١٦/ ٢٥٢ موقوفا على عمر وعمران بن الحصين -رضي اللَّه عنهما-، وعزا الحافظ ابن حجر أثر عمران بن حصين إلى الطبراني في الكبير، وقال: "رجاله ثقات". ا. هـ. فتح الباري ١٠/ ٥٩٤.
(٢) سبقت ترجمته ص ٢٧٨.
(٣) رواه البيهقي في شعب الإيمان ٤/ ٢٣٢، وابن عدي في الكامل ٤/ ١٣٤٧، وأبو نعيم في الحلية ٢/ ٢٦٤.
(٤) في الأصل: يخرج.
(٥) رواه الترمذي في مختصر الشمائل المحمدية ص ١٢٨، وأورده ابن كثير بنحوه في تفسير القرآن العظيم ٤/ ٢٩٣، والسيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٨، وذكره ابن الأثير في جامع الأصول ١١/ ٥٥ مرسلا، وعزاه لرزين، وأورده زين الدين الراقي في المغني في حمل الأسفار ٢/ ٧٩٥، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ٧/ ٤٩٩، وضعفه الألباني في مختصر الشمائل المحمدية ص ١٢٨.