للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثَلَاثُونَ شَهْرًا} (١) مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} (٢) والفصال: انقضاء مدة الرضاع (٣)، لأنه يفصل بذلك عن أمه، وإذا سقط حولان من ثلاثين شهرا بقي ستة أشهر هي مدة الحمل، وروى الأثرم عن أبى الأسور (٤): "أنه رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي: ليس لك ذلك، قال اللَّه تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} وقال: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} فحولان وستة أشهر ثلاثون شهرا، فخلى عمر سبيلها، فولدت مرة أخرى لذلك الحد" (٥)، وذكر ابن قتيبة في "المعارف" (٦):


(١) سورة الأحقاف من الآية (١٥).
(٢) سورة البقرة من الآية (٢٣٣).
(٣) ينظر: جامع البيان للطبري ٥/ ٥٠٢، وزاد المسير لابن الجوزي ١/ ٢٧٣، وفتح القدير للشوكاني ٤/ ٢٣٨، والتوقيف على مهمات التعاريف ٢/ ٥٥٨.
(٤) هو: ظالم بن عمرو بن سفيان، أبو الأسي، الديلي، أو الدؤلي، البصري، أول من تكلم في النحو من البصرة، ولي قضاء البصرة، وقاتل مع علي يوم الجمل، لم تثبت له الصحبة، فهو تابعي مشهور، توفي في طاعون الجارف سنة ٦٩ هـ.
ينظر: أسد الغابة ٣/ ١٠٣، وتهذيب الكمال ٣٣/ ٣٧.
(٥) أخرجه عبد الرزاق برقم (١٣٤٤٤) المصنف ٧/ ٣٥٠، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٤٤٢.
(٦) لم أقف عليه في المعارف، وذكره الإمام السيوطي في تارخ الخلفاء ص ٢٠١.
و"المعارف" كتاب من تأليف عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري، المتوفى سنة ٢٤٦ هـ، وكتابه هذا في تراجم المشاهير من الأنبياء والرسل، وأشهر أنساب العرب، ونسب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومولده ومبعثه وأحواله وشمائله ومغازيه، وأخبار خلفائه الراشدين، وأشهر القادة، وغير ذلك، والكتاب مطبوع.