للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعموم الأحاديث، وروي عن أبي بكر وعمر (١)، وهي إن عمت رأسا أو لم تعمه ونزلت إلى وجه موضحتان لأنه وضحة في عضوين، فلكل حكم نفسه، وإن أوضحه موضحتين بينهما حاجز فعليه عشر من الإبل؛ لأنهما موضحتان، فإن ذهب الحاجز بفعل جان أو سراية صارا واحدة، كما لو أوضح الكل بلا حاجز، وإن اندملتا ثم أزال الحاجز بينهما فعليه خمس عشرة بعيرا لاستقرار أرش الأولتين عليه باندمالهما ثم لزمه أرش الثالثة.

٢ - ثم يلي الموضحة الهاشمة، وقد ذكرها بقوله: (و) في (الهاشمة) أي التي توضح العظم وتهشمه أي تكسره (عشر) من الإبل، روي عن قبيصة بن ذؤيب (٢) عن زيد بن ثابت (٣)، ولا يعرف له مخالف من الصحابة، وقول الصحابي فيما يخالف القياس توقيف، فإن هشمه هاشمتين بينهما حاجز ففيهما عشرون بعيرا، فإن زال الحاجز فعلى ما تقدم تفصيله، والهاشمة الصغيرة كالكبيرة.

٣ - ثم تليها المنقلة، وقد ذكرها بقوله: (و) في (المنقلة): وهي التي توضح وتهشم


(١) أخرجه عنهما ابن أبي شيبة برقم (٦٨٧٤) الكتاب المصنف ٩/ ١٥٠، بإسناده عن عمرو بن شعبب عن أبيه عن جده: (أن أبا بكر وعمر -رضي اللَّه عنهما- قالا: الموضحة في الوجه والرأس سواء)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى ٨/ ٨٢.
(٢) قبيصة بن ذؤيب: بن حلحلة بن عمرو بن كليب، الخزاعي، أبو سعيد المدني، ولد عام الفتح، وسكن الشام، كان على الختم والبريد للخليفة عبد الملك، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث، توفي سنة ٨٦ هـ.
ينظر: أسد الغابة ٤/ ٣٨٢، وتهذيب الكمال ٢٣/ ٤٧٦، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢٨٢.
(٣) أخرجه عبد الرزاق برقم (١٧٣٤٨) المصنف ٩/ ٣١٤، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/ ٨٢.