للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وما عُجِزَ عنه كواقعٍ في بِئْرٍ ومُتَوَحِّشٍ ومُتَرَدٍّ) مِنْ عَالٍ (يكفي جَرْحُهُ حَيْثُ كان) من بدنه، ورُويَ عن علي (١) وابن مسعود (٢) وابن عباس (٣) وعائشة (٤)، لحديث رافع بن خديج قال: "كنا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فَنَدَّ بعيرٌ، وكان في القوم خيل يسيرة فطلبوه، فأعياهم، فأَهْوَى إليه رجلٌ بسهم فحبسه اللَّه عز وجل، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن لهذه البهائم أوَابِدَ (٥) كَأَوَابِدِ الوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ منها فاصنعوا به هكذا" وفي لفظٍ: "فَمَا نَدَّ عليكم فاصنعوا به هكذا" متفق عليه (٦)، واعتبار الحيوان بحال الذكاة لا بأصله، بدليل الوحشي [إذا قدر


(١) أخرجه عبد الرزاق برقم (٨٤٧٧) المصنف ٤/ ٣٦٥، وابن أبي شيبة، الكتاب المصنف ٥/ ٣٨٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٢٤٦.
(٢) أخرجه عبد الرزاق برقم (٨٤٧٣ - ٨٤٧٥) المصنف ٤/ ٤٦٤، وابن أبي شيبة، الكتاب المصنف ٥/ ٣٨٦، وابن حزم في المحلى ٧/ ٤٤٧، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٢٤٧.
(٣) أخرجه عبد الرزاق برقم (٨٤٧٨) المصنف ٤/ ٤٦٥، وابن أبي شيبة، الكتاب المصنف ٥/ ٣٨٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٢٤٦، وابن حزم في المحلى ٧/ ٤٤٧.
(٤) لم أقف عليه مسندًا، وذكره ابن حزم في المحلى ٧/ ٤٤٧.
(٥) الأَوَابدِ: جمع آبدةٍ: أي غريبةٍ، يقال: جاء فلان بآبدةٍ، أي بكلمةٍ أو فعلةٍ منفرةٍ، وتأبَّدَتْ: توحَّشَتْ، والمراد أن لها توحُّشًا.
ينظر: فتح الباري ٩/ ٦٢٧، ولسان العرب ٣/ ٦٨.
(٦) أخرجه البخاري، باب إذا ندَّ بعيرٌ لقومٍ فرماه بعضهم بسهم فقتله. . .، كتاب الذبائح والصبد برقم (٥٥٤٤) صحيح البخاري ٧/ ٨٥، ومسلم، باب جواز الذبح بمل ما أنهر الدم. .، كتاب الأضاحي برقم (١٩٦٨) صحبح مسلم ٣/ ١٥٥٨.