للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهو ملعون" (١) وتحاكم عمر وأُبَيُّ إلى زيدٍ (٢)، وعثمان وطلحة إلى جُبير بن مطعم (٣) ولم يكن أحد منهم قاضيًا، لكن لكل منهما الرجوع قبل شروعه في الحكم؛ لأنه لا يلزم حكمه إلا برضا الخصمين كرجوع الموكل قبل تصرف وكيله [قبل] (٤) فيما وكل فيه، وله أن يشهد على نفسه بحكمه، ويلزم الحاكم قبوله وكتابته ككتاب من ولاه الإمام، وينبغي أن يشهد عليهما بالرضا قبل أن يحكم بينهما لئلا يجحد المحكوم عليه منهما أنه حكمه فلا يقبل


(١) أخرجه ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف ٢/ ٣٨٤، عن عبد اللَّه بن جراد، وتعقّبه ابن عبد الهادي الحنبلي في تنقيح أحاديث التعليق ٣/ ٥٣٢ بقوله: "هذا حديث لا يصح الاحتجاج به لأنه من نسخة باطلة موضوعة". ا. هـ. وينظر: التلخيص الحبير ٤/ ١٨٥.
(٢) أخرجه ابن حزم في المحلى ٩/ ٣٨١، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ١٤٤ - ١٤٥، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: (كان بين عمر وأبي -رضي اللَّه عنهما- خصومة في حائط، فقال عمر: بيني وبينك زيد بن ثابت). قال الألباني في الإرواء ٨/ ٢٣٨: "هذا مرسل، الشعبي لم يدرك الحادثة".
(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٥/ ٢٦٨، بإسناده عن ابن أبي مليكة. قال الشيخ صالح آل الشيخ في التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل ص ٢٠٦: "إسناده ليِّنٌ وتحسينه قريبٌ".
وجُبَيْرُ بْنُ مُطعم: بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، أبو محمد، أو أبو عدي، أسلم بين الحديبية والفتح، توفي سنة ٥٧ هـ وقيل غير ذلك.
ينظر: أسد الغابة ١/ ٣٢٣ - ٣٢٤، والإصابة ١/ ٥٧٠ - ٥٧١.
(٤) ما بين المعقوفين يستقيم الكلام بدونها.