للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخُص التشهد الأول بالافتراش، والثاني بالتورك خوف السهو، ولأن الأول خفيف والمصلي بعده يبادر للقيام بخلاف الثاني، فليس بعده عمل، بل يسن مكثه لنحو تسبيح ودعاء.

وإن سجد لسهو بعد السلام في ثلاثية أو رباعية تورك في تشهد سجوده، وفي ثنائية [و] (١) وتر يفترش.

(فيأتي بالتشهد الأول) كما تقدم (ثم يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم) أي إبراهيم وآله (إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)

لحديث كعب بن عجرة قال: قلنا: يا رسول اللَّه قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: "اللهم صلِّ على محمد. . . إلخ". متفق عليه (٢).

(وسن أن يتعوذ) من أربع (فيقول: أعوذ باللَّه من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات) أي: الحياة والموت (ومن فتنة المسيح الدجال) لحديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير، فليتعوذ باللَّه من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال". رواه مسلم وغيره (٣). والمسيح بالحاء المهملة على المعروف (٤).


= لهيعة. وفيه مقال. اهـ
(١) ما بين معقرفين ليس في الأصل. وأضفته من "كشاف القناع" (١/ ٣٦٣).
(٢) البخاري، كتاب الأنبياء، باب (٤/ ١١٨)، ومسلم، كتاب الصلاة (١/ ٣٠٥).
(٣) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (١/ ٤١٢). وقد رواه البخاري دون ذكر التشهد، في كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر (٢/ ١٠٣).
(٤) ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٢/ ٣١٨) أن بعضهم قال بالخاء المعجمة في الدجال. ونسب قائل ذلك إلى التصحيف. اهـ ينظر: "مجمل اللغة" (٣/ ٨٣٠، ٨٣١)، و"اللسان" (٢/ ٥٩٤، ٥٩٥)، و"المصباح المنير" (٢/ ٧٨٦)، و"المطلع" (٨٣، ٨٤).