للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقطعها (غيثًا) أي مطرًا، ويسمى الكلأ -أيضًا- غيثًا. (مُغيثًا) منقذًا من الشدة، يقال: غاثه وأغاثه (إلى آخره) أي إلى آخر الدعاء (١)، وهو: هنيئًا -بالمد- حاصلًا بلا مشقة، مريئًا -بالمد أيضًا- أي سهلًا، نافعًا محمود العاقبة. غدقًا -بفتح الغين المعجمة وكسر الدال المهملة وفتحها- أي كثير الماء واخير، مجللًا أي يعم العباد والبلاد نفعًا، سحًّا، أي: صبًّا، يقال: سح، يسحُّ، إذا ساح من فوق إلى أسفل، وساح يسيح إذا جرى على وجه الأرض (٢)، عامًّا -بتشديد الميم- أي شاملًا، طبقًا -بالتحريك- أي يطبق البلاد مطره، دائمًا، أي: متصلًا إلى الخصب.

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، أي: الآيسين من الرحمة، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم إنَّ بالعباد والبلاد من اللأواء أي: الشدة، والجَهد -بفتح الجيم وضمها- الطاقة، قاله الجوهري (٣) وقال ابن منجَّى (٤): هي المشقة. وعلى قول ابن منجي هو بفتح الجيم لا غير. والضنك: الضيق، أي شدة وضنكًا لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت -بقطع الهمزة- لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنزل علينا من بركاتك، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، أي دائمًا (٥). وفي الباب غيره.


(١) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (٣/ ٤١١): وقال الأصمعي: سح الماء يُسحّ سحًّا، إذا سال من فوق. وساح يسيح سيحًا إذا جرى على وجه الأرض.
(٢) "الصحاح" (٢/ ٤٦٠).
(٣) تقدمت ترجمته (ص ٢١٨).
(٤) "شرح منتهى الإرادات" (١/ ٣١٦).
(٥) ذكره الشافعي في "الأم" (١/ ٢٨٧) عن ابن عمر.
وينظر "سنن البيهقي" (٣/ ٣٥٤، ٣٥٦) لروايات أخرى.