للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسن دعاء بعدها، فيسأل اللَّه الجنة، ويستعيذ به من النار، ويدعو بما أحب، لحديث الدارقطني، عن خزيمة بن ثابت: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا فرغ من تلبيته، سأل اللَّه مغفرته ورضوانه، واستعاذ برحمته من النار (١).

وسن صلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعدها، لأنه موضع شرع فيه ذكر اللَّه، فشرع فيه ذكر رسوله، كأذان. ولا يسن تكرارها في حالة واحدة. قاله أحمد (٢). لعدم وروده.

وكره لأنثى جهر بتلبية، مخافة الفتنة بها، ولا يكره لحلال تلبية، كسائر الأذكار.

(وكره إحرام) بحج أو عمرة (قبل ميقات) وينعقد، لما روى سعيد، عن الحسن، أن عمران بن حصين أحرم من مصره، فبلغ ذلك عمر، فغضب، وقال: يتسامع الناس أن رجلًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحرم من مصره (٣).

وقال البخاري: كره عثمان أن يحرم من خراسان وكرمان (٤).


(١) الدارقطني، الحج، باب المواقيت (٢/ ٢٣٨) وفي آخره: قال صالح: سمعت القاسم بن محمد يقول: كان يستحب للرجل إذا فرغ من تلبيته أن يصلي على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه أيضًا الشافعي "ترتيب مسند الشافعي" (١/ ٣٠٧)، وقال الشيخ العظيم آبادي في "التعليق المغني على سنن الدارقطني": وفيه صالح بن محمد، وهو مدني ضعيف. اهـ
(٢) "الفروع" (٣/ ٣٤٥).
(٣) وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة، كتاب الحج، من كره تعجيل الإحرام (ص ٨٢) -القسم الأول من الجزء الرابع (الجزء المفقود) بنحوه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٢١٧): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الحسن لم يسمع من عمر.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الحج، باب قول اللَّه تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ. . .} (٢/ ١٥٠) وأخرج ابن أبي شيبة (ص ٨٢) عن الحسن، أن ابن عامر أحرم من خراسان، فعاب ذلك عليه عثمان بن عفان وغيره. =