للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النقص الذي لا يتغابن به عادة.

(وإن وقف على ولده) ثم المساكين، (أو) وقف على (ولد غيره) كعلى ولد زيد ثم المساكين (فهو) أي الوقف (لذكر وأنثى) وخنثى الموجود منهم، لأن اللفظ يشملهم (بالسويَّة) لأنه شرك بينهم وإطلاق التشريك يقتضي التسوية، كما لو أقر لهم بشيء، وكولد الأم في الميراث (ثم) هو (لولد بنيه) مطلقًا، سواء وجدوا حالة الوقف أو لا كوصية، ويستحقونه مرتبًا بطنًا بعد بطن فيحجب أعلاهم أسفلهم ما لم يكونوا قبيلة، أو يأتي بما يقتضي التشريك كعلى أولادي وأولادهم فلا ترتيب.

ولا يدخل ولد البنات في الوقف على الولد؛ لأنهم لا ينسبون إليه بل إلى أبائهم، قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (١)، قال الشاعر:

بنونا بنو أبنائنا وبناتُنا ... بنوهن أبناء الرجال الأباعد (٢)

وأما قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن ابني هذا سيد" (٣) ونحوه فمن خصائصه انتساب أولاد فاطمة إليه.

وإن (وُ) قف (علي بنيه أو) على (بني فلان، فلذكور فقط) لأن لفظ البنين وضع لذلك حقيقة لقوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣)} (٤).

وكره تفضيل بعض أولاده على بعض في الوقف لغير سبب شرعي، لأنه يؤدي إلى التقاطع، والسنة أن لا يزاد ذكر على أنثى، واختار الموفق


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٥.
(٢) أورده التبريزي في "شرح ديوان الحماسة" (٢/ ٤١)، وذكر صاحب "خزانة الأدب" (١/ ٢١٣) أنه ينسب للفرزدق.
(٣) أخرجه البخاري، في الصلح، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للحسين بن علي رضي اللَّه عنهما ابني هذا سيد. . . (٣/ ١٦٩ - ١٧٠) وفي مواضع أخرى.
(٤) سورة الصافات، الآية: ١٥٣.