للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الوهاب -رحمه اللَّه- على ابن فيروز إباحته التوسل بالذوات، وإجازته شد الرحال إلي القبور.

ونزح الشيخ محمد بن فيروز من الأحساء إلى العراق بسبب العداء الذي صار بينه وبين أنصار الدعوة، فلما تيقن استيلاءهم على الأحساء خاف منهم وتركها إلى البصرة، وكذلك عام (١٢٠٨ هـ)، وقيل: إنه طلب منه الرحيل.

فلما وصل إلي البصرة تلقاه واليها بالإكرام، وهرع إليه الناس للسلام عليه، فكان يوما مشهودا، فاستقر في البصرة لشهرته ونشاطه في العلم حتى وافاه الأجل آخر ليلة الجمعة غرة شهر محرم من عام (١٢١٦ هـ) عن خمسة وسبعين عاما، وصلي عليه بجامع البصرة، وحضر الصلاة جمع من الناس، ثم حمل على أعناق الرجال من البصرة إلى بلد الزبير، ثم دفن بجانب قبر الزبير بن العوام -رضي اللَّه عنه- وصار للناس حزن بفقده ورثي بقصائد من أهل الأمصار من سائر المذاهب. سامحه اللَّه وعفا عنه (١).


(١) ينظر في الترجمة: السحب الوابلة ٣/ ٩٦٩ - ٩٨٠، والنعت الأكمل ص ٣٤٥ - ٣٤٦، والأعلام ٦/ ٢٤٢، وعلماء نجد ٦/ ٢٣٦ - ٢٤٥، وإمارة الزبير ٣/ ٥١ - ٥٤.