للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظلُّ (١) في الزيادةِ، ويُستحَبُّ أنْ تؤخَّرَ في الصيفِ إلى أنْ يزيدَ ظلُّ كلِّ شيءٍ رُبُعَه بعدَ الظلِّ الذي زالتْ عليه الشمسُ، وقيل: إنَّما يُستحَبُّ ذلكَ في المساجدِ ليدركَ الناسُ الصلاةَ، وأمَّا الرجلُ في خاصةِ نفسِه فأولُ الوقتِ أفضلُ له، وقيل: أمَّا في شدّةِ الحرِّ فأفضلُ له أنْ يُبرِدَ بها (٢) وإنْ كان وحدَه لقولِ النبيِّ : (أبردوا بالصلاةِ؛ فإنَّ شدةَ الحرِّ من فَيْحِ (٣) جهنَّمَ)، وآخرُ الوقتِ أنْ يصيرَ ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَه بعدَ ظلِّ نصفِ النهارِ.

[[العصر:]]

وأولُ وقتِ العصرِ آخرُ وقتِ الظهرِ، وآخرُه أنْ يصيرَ ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَيْه بعدَ ظلِّ نصفِ النهارِ، وقيل: إذا استقبلتَ الشمسَ بوجهِكَ وأنتَ قائمٌ غيرَ (٤) منكِّسٍ رأسَكَ


(١) أصل الظل الستر، وظل الليل: سواده؛ لأنه يستر كلَّ شيء، قاله المغراوي (ص ١٠٨).
(٢) في المعجم الوسيط (ص ٤٧): أبرد: دخل فِي آخر النَّهَار، قال المغراوي (ص ١٠٩): "معنى الإبراد أن تتفيأ الأفياء، وينكسر وهج الحر".
(٣) قال التتائي: "ابنُ العربيِّ: الفيحُ لهبُ النارِ، يُقالُ: فاحتِ النارُ تفيحُ فيْحًا"، وقد اقتصر المغراوي (ص ١٠٩) على (تفوح) بالواو؛ وفي التاج: "فَوْحُ الحَرِّ: شِدّةُ سُطُوعِه"، وقد ذكر الزَّبيدي هذا المعنى في المادتين. يراجع: تاج العروس (٧/ ٣٣، ٣٤) مادة (فوح، فيح).
(٤) كذا بالنصب في المخطوط أ، وعليه شرح النفراوي (١/ ٢٦٠) ومعين التلاميذ (ص ١٠٨)، فقال: "حال كونك غير منكس"؛ وهذا هو الظاهر؛ فهو حال ثانية من فاعل (استقبلتَ)؛ لأن جملة "وأنت قائم" حال جملة، ويجوز هذا في الحال كما جاز في النعت كما في قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [سورة المائدة، آية ٥٤]، أو هما حالان متداخلتان؛ فتكون (غير منكس) حالًا من الضمير في (قائم)، وضبطه في الرسالة الفقهية (ص ١١٠) بالرفع؛ فهو خبر ثان ل (أنت)؛ فيكون من تعدد الخبر، وهو داخل في جملة الحال. يراجع: شرح التسهيل، لابن مالك (٣/ ٣٢٠) والدر المصون، للسمين الحلبي (٨/ ١٣٢).

<<  <   >  >>