كتاب الرسالة لابن أبي زيد القيرواني - نسخة التتائي

باب في المسح على الخفين - ص: 109

باب في (١) المسح على الخفين

/ خ ١٠٤ ب/ وَلَهُ أَنْ يَمْسَحَ عَلى الخفِّ فِي الحَضَرِ والسَّفَرِ ما لم ينزِعْهما، وذلكَ إذا أدخل فيهما رجلَيْه بعدَ أنْ غَسَلَهما في وضوءٍ تحِلُّ بهِ الصلاةُ، فهذا الذي إذا أَحْدَثَ وتوضَّأ مَسَحَ عليهما، وإلا فلا.

/ أ ٨٤/ وصفةُ المسحِ أَنْ يَجْعَلَ يَدَه اليُمْنَى مِنْ فَوْقِ الخُفِّ من طَرَفِ الأصابعِ، ويَدَهُ اليُسرَى من تحتِ ذلكَ، ثم يذهبُ بيدَيْهِ إلى حدِّ الكعبينِ (٢) وكذلكَ يفعلُ باليسرى، ويَجْعلُ يدَهُ اليُسرَى مِنْ فوقِها واليُمنَى منْ أسفلِها، ولا يمسحُ على طينٍ في أسفلِ خفِّه أو رَوْثِ دابةٍ حتى يُزِيلَهُ بمسحٍ أو غسلٍ، وَقِيلَ: يبدأُ في مسحِ أسفلِه منَ الكعبينِ إلى طَرَفِ (٣) الأصابعِ؛ لئلا يصلَ إلى عقبِ خُفِّه شيءٌ من رطوبةِ ما مَسَحَ من خفَّيْهِ (٤) منَ القَشْبِ (٥)، وإنْ كان في أسفلِه طينٌ فلا يمسحُ عليه حتى يزيلَه.

---

(١) كذا في نسخ التتائي، وهو موافق للمخطوط ج (١٥ أ) وللنفراوي (١/ ٢٥٠)، وقد سقطت (في) فهو على الإضافة "باب المسح" في معين التلاميذ (ص ١٠٣)، وفي المخطوط أ "باب في مسح الخفين".
(٢) الكعب: العظم الناتئ عِنْد ملتقى السَّاق والقدم، وَفِي كل قدم كعبان عَنْ يَمْنَتِها وَعَنْ يَسْرَتِها. يراجع: غرر المقالة (ص ١٠٥) والمعجم الوسيط (ص ٧٩٠).
(٣) كذا في نسخ التتائي، وهو موافق للمخطوطين أ، ج (١٥ ب) ولنسخة ابن عمر (١/ ٥١٩) وفي الكفاية (١/ ٤٤٧) والرسالة الفقهية (ص ١٠٥) [أطراف].
(٤) كذا في نسخ التتائي، وهو موافق للمخطوط ج (١٥ ب)، وفي أ [خفه] بالإفراد كما في معين التلاميذ (ص ١٠٥).
(٥) قال التتائي: "القَشْبُ هو أرواثُ الدوابِّ، لا القشبُ المفسَّرُ عندَ أهلِ اللغةِ بالعَذِرةِ، وقال ابنُ العربيِّ في غريبِ الرسالةِ: القشبُ هو الحشيشُ وغيرُه ممَّا يعلقُ بالخفِّ، وهو بقافٍ فشينٍ معجمةٍ ساكنةٍ"، وفي تاج العروس (٤/ ٣٤): والقَشْبُ المُسْتَقْذَرُ، يُقَال: قَشَبَ الشَّيْءَ، واسْتَقْشَبَهُ: اسْتَقْذَرَهُ: ويُقَال: مَا أَقْشَبَ بَيْتَهُم، أَي: مَا أَقْذَرَ مَا حَوْلَهُ من الغائطِ. وقَشُبَ الشَّيْءُ: دَنُسَ، وكُلُّ قَذَرٍ: قَشْبٌ وقَشَبٌ.