للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اكتسبت مصنفات العلامة التتائي أهمية كبيرة؛ وخصوصًا شروحه التي دوَّنها على أهم الكتب التي جرى اعتمادُ المالكية عليها في المذهب كشرحه على الرسالة ومختصر خليل وغيرها؛ ولذا أكثر علماءُ المالكية من بعدِه منَ النقل عنه في كتبهم، واعترضوا عليه أحيانًا في بعضِ ما قاله.

وقد اهتمَّ بعضُهم بكتابةِ الحواشي على شروح التتائي كحاشيةِ العلامة أبي الخيرات مصطفى بن عبد الله الرماصي الجزائري المتوفي سنة ١١٣٦ هـ على شرح التتائي الكبير على خليل (١)، وحاشية العلامة أبي الإرشاد نور الدين على بن زين العابدين بن محمد الأجهوري المتوفي (سنة ١٠٦٦ هـ) شيخ المالكية في عصره على شرح التتائي على الرسالة (٢).

[المطلب الثامن- ثناء العلماء عليه]

لهجت ألسنة العلماء والمؤرخين بالثناء على العلاّمة التتائي والإشادة بعلمه وفضله ومنزلته بين علماء عصره، ومن ذلك قول العلاَّمة الغزي: "الإمام العلامة شمس الدين المصري المالكي، أقام بمدرسة الشيخونية بمصر، وشرح الرسالة شرحًا حافلاً، وعدة كتب، وكان معمور الأوقات بالعلم والعبادة والأوراد، وكان صوامًا قوامًا مؤثرًا للخمول، لا يتردد إلى الأكابر، ولا يأكل لأحدٍ من الظلمة أو من أعوانهم شيئًا، وكان محرِّرًا لنقول مذهبه ضابطًا لها (٣).


(١) يراجع: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (١/ ٤٨٢).
(٢) يراجع: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (١/ ٤٤٠).
(٣) يراجع: الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة (١/ ٩٣ - ٩٤).

<<  <   >  >>