للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالتَّفَهُّمُ فِيهِ وَالتَّهَمُّمُ بِرِعَايَتِه (١)، وَالعِلْمُ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ، وَأَقْرَبُ العُلَمَاءِ إِلَى اللهِ وَأَوْلَاهُمْ بِهِ أَكْثَرُهُمْ لَهُ خَشْيَةً وَفِيمَا عِنْدَهُ رَغْبَةً (٢)، وَالعِلْمُ دَلِيلٌ إِلَى الخَيْرَاتِ وَقَائِدٌ إِلَيْهَا.

[[أدلة الفقه:]]

وَاللَّجَأُ (٣) إِلَى كِتَابِ اللهِ ﷿ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَاتِّبَاعِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ وَخَيْرِ القُرُونِ مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ = نَجَاةٌ (٤)؛ فَفِي المَفْزَعِ إِلَى ذَلِكَ العِصْمَةُ؛ وَفِي اتِّبَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِ النَّجَاةُ، وَهُمْ القُدْوَةُ فِي تَأْوِيلِ مَا تَأَوَّلُوهُ وَاسْتِخْرَاجِ مَا اسْتَنْبَطُوهُ، وَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي الفُرُوعِ وَالحَوَادِثِ لَمْ يُخْرَجْ عَنْ جَمَاعَتِهِمْ.

[[خاتمة الكتاب:]]

الحَمْدُ للهِ الذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ

عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ: قَدْ أَتَيْنَا عَلَى مَا شَرَطْنَا (٥) فِي كِتَابِنَا هَذَا مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ -إِنْ شَاءِ اللهُ- مَنْ (٦) رَغِبَ فِي


(١) سقط من شرح التتائي هنا قول ابن أبي زيد: [والعملُ به]. يراجع: شرح ابن عمر (٥/ ١٣٥٦).
(٢) قال التتائي: أي رجاء، والخشيةُ والرغبةُ يحملانِ على الطاعةِ وعدمِ المخالفةِ، فيكونُ أقربَهم إليه.
(٣) قال التتائي: " هو الاستنادُ والمرجعُ" يقال: لجأ إلى الشيء والمكان يلجَأ لَجْئًا ولُجُوءًا: لاذ إليه واعتصم به، واللَّجَأ: المَعقِل والملاذ. يراجع: المعجم الوسيط (ص ٨١٥).
(٤) قال النفراوي (٢/ ٥٧٣): " وخبر (اللجأ) الواقعِ مبتدأ (نجاة) ".
(٥) في أ، ج (١١٩ أ) هنا زيادة [أنْ نأتيَ به] وهي ثابتة عند النفراوي (٢/ ٥٧٦) وغيره.
(٦) قدَّر التتائي أن المراد ب (مَنْ) أي "من المعلمين" وحجته في ذلك أن التعليم فعل المعلِّم، وما سبق في مقدمة الكتاب من قول ابن أبي زيد: " لِمَا رغبتَ فيهِ مِنْ تَعْليمِ ذلكَ للولدانِ كما تعلِّمُهم حروفَ القرآنِ "، وقال ابن عمر (٥/ ١٣٦٧): "فالضمير في قوله: "في تعليمه" عائد على "مَنْ" و (مَنْ) يفسرها ما بعدها، وهو قوله: "من الصغار""، وقد سار على هذا النفراوي؛ ولهذا ذهب إلى تأويل [تعليم] ب (تعلُّم) ليناسب ما بعده من قوله [من الصغار] فالصغار فاعل التعلم معنى، قلت: وقد يقال أنه لا يراد المعنى المصدري من (تعليم) بل يراد اسم المفعول؛ لهذا يجمع (تعليم) على (تعاليم)، كأنه قال: "مَنْ رغب في تعاليمه أو مسائله"، والله أعلم. يراجع: الفواكه الدواني (٢/ ٥٧٧) ومعجم اللغة العربية المعاصرة (٢/ ١٥٤٢) مادة (علم).

<<  <   >  >>